المشاركات
«السمك فيه سم قاتل»
الجمعة ٦ ديسمبر ٢٠١٣
استسلم الصيادون لقدرهم وحياتهم البائسة، الممهورة بالفقر والمرض، بعد تجاهل الحكومات المتعاقبة لمشاكلهم التى دامت لأكثر من عشرين عاماً، دون أن يجدوا مسئولاً واحداً ينصر عجزهم ويساندهم فى محنهم التى يمرون بها يوماً تلو الآخر.. «خراب بيوت»، هكذا يصف الصيادون ما يمرون به من خسائر سنوية، تتكرر كل عام فى مشهد واحد لم يتغير، حيث تطفو آلاف الأطنان من الأسماك على سطح مياه نهر النيل بعد نفوقها، والأسباب يعرفها القاصى والدانى، من صغار الصيادين إلى كبار مسئولى المحافظة، فمصانع الكيماويات تصب مخلفاتها فى مجرى النهر، والمنازل المشيدة على ضفافه، بالمخالفة للقانون، حولته إلى محطة كبيرة للصرف الصحى، والنتيجة المأساوية فى النهاية، مياه مسممة تقتل الكائنات الحية فى رحمها وتتسبب فى خسائر فادحة. وزارة البيئة، المسئولة عن تلك الكوارث، لم تتقص عن تلك المصانع الكبيرة التى تقف وراء تلك الكوارث، ولكنها لاحقت الصيادين الغلابة الباحثين عن قوت يومهم يوماً بيوم فحررت لهم محاضر، دون أن يلفت نظر مراقبى الوزارة ومفتشيها تلك المداخن العملاقة القابعة على ضفاف النيل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق