أعياد الأقباط والمسلمين في سوريا.. الدين لله والموت للجميع
الطيران الحربي الإسرئيلي حول فرحة السوريين بعيد القيامة إلى حداد شعبي عام
الطيران الحربي الإسرئيلي حول فرحة السوريين بعيد القيامة إلى حداد شعبي عام
استبدلوا الأكفان بملابس العيد، والبكاء والعويل بضحكات الأطفال، والحزن على كل من فقدوهم منذ قيام الثورة بفرحتهم باحتفالات أعياداهم، التي كان آخرها فجر اليوم، حيث تحولت مراسم الاحتفال بعيد القيامة إلى مراسم تأبين وحداد.
مع انتهاء قداس عيد القيامة، وفي الساعات الأولى من يوم العيد استيقظ الشعب السوري، على أصوات انفجارات وصواريخ وطائرات اعتادوها على مدار عامين، في الاشتباكات المستمرة بين قوات الجيش النظامي، والجيش السوري الحر، لكن هذه المرة كان المصدر مختلفا، حيث استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي عدة مناطق سورية، في الساعات الأولى من فجر عيد القيامة، لتتحول الاحتفالات إلى حداد شعبي عام.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها السوريين لهجوم خلال أيام الأعياد، فمنذ بدء الثورة السورية في مارس 2011 لم يهنأ السوريون بعيد دون قصف، وسقوط قتلى وجرحى، ففي عيد الفطر عام 2011 ضربت قوات الجيش النظامي عدة مدن ومنها حمص، ما أدى لسقوط 7 قتلى في أول أيام العيد، أما الرئيس بشار الأسد فقد أدى صلاة العيد في مسجد "حافظ الأسد"، بالقرب من القصر الرئاسي وسط حراسة أمنية مشددة.
وتكررت الواقعة بعد شهرين في عيد الأضحى، حيث قصفت قوات الجيش النظامي السوري مدينة "حماه" بالمدفعية، ما أدى لسقوط 11 شهيدا في أول أيام العيد، واستمر القصف لليوم الثاني على التوالي وبدأت قوات الجيش السوري الحر في الرد، وامتدت الاشتباكات لمدينة حمص، لتعلن حمص "مدينة منكوبة" في ثاني أيام عيد الأضحى للعام 2011.
ولم يتغير الأمر كثيرا بعد مرور عام على الثورة السورية، ففي عيد الفطر لعام 2012 قصف الجيش النظامي عدة مدن سورية باستخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة، وتجددت الاشتباكات بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر، ما أسفر عن مقتل 158 شخصا من الجانبين. وفي ثاني أيام العيد قصف الجيش النظامي بلدة "معضمية الشام" بريف دمشق، ما أدى لسقوط 22 قتيلا.
وفي عيد الأضحى من العام نفسه، أعلن الجيش السوري الحر والجيش النظامي الهدنة فيما بينهما لمنح الفرصة للاحتفال بعيد الأضحى، لكن ما لبث أن بدأت أولى أيام عيد الأضحى في 28 أكتوبر 2012، حتى بدأت القوات النظامية في القصف واستمر الضرب خلال أيام العيد الأربعة، حيث تم قصف حمص بالمدفعية في أول أيام العيد وحلب في ثاني وثالث أيام العيد، وكان ضحايا عيد الأضحى 131 قتيلا.
خلال عامين أو أكثر، لم يهنأ أي مسيحي أو مسلم في سوريا بالأعياد، فالصراع القائم بين قوات الجيش النظامي والجيش السوري الحر، لا زالت تحول فرحة العيد وبهجته إلى دماء وحزن وحداد على قتلى وجرحى يسقطون يوميا، لكن هذه المرة تكفلت الطائرات الإسرائيلية بمهمة القضاء على فرحة الأقباط السوريين بعيد القيامة.
الوطن
0 التعليقات:
إرسال تعليق