الرئيس الأمريكى "كل حاجة والعكس".. أوباما "الديكتاتور" يتخذ قرارا أحاديا بالهجوم على سوريا و"السياسى" ينتظر موافقة الكونجرس.. استنكر غزو العراق فى 2008 ويصارع للحصول على دعم دولى لضرب دمشق فى 2013
اليوم السابع
يعكس التبدل المفاجئ فى توجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما رغبته فى كسب الوقت، والحصول على دعم قبل الدخول فى نزاع، على الرغم من مجازفته بالظهور كرجل متردد فى إدارته النزاعات الدولية.
وطوال الأسبوع، صعدت الإدارة الأمريكية لهجتها ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وتحدثت عن مقتل 1429 شخصا، بينهم 426 طفلا، فى هجوم كيميائى وقع فى 21 أغسطس بالقرب من دمشق، حسب تقرير للاستخبارات الأمريكية.
وقال أوباما الجمعة، إن اللجوء إلى مثل هذه الأسلحة يشكل "تحديا للعالم أجمع. لا يمكننا قبول عالم يقتل فيه نساء وأطفال وأبرياء بالغازات"، وتحدث عن ضربة قادمة ضد النظام السورى.
وشكلت التصريحات الحازمة جدا لأوباما ووزير الخارجية جون كيرى، ونشر نحو ست سفن حربية مزودة بصواريخ عابرة، مؤشرات على قرب وقوع الضربة.
لكن فجأة حدث تبدل فى الموقف بعد ظهر السبت فى البيت الأبيض، عندما أعلن الرئيس الأمريكى أنه اتخذ القرار المبدئى بقصف سوريا، لكنه سيرجع إلى الكونجرس ليجيز اللجوء إلى القوة.
وهذا التحول يبعد احتمال تدخل عسكرى، بما أن أعضاء مجلسى النواب والشيوخ فى عطلة تنتهى فى التاسع من سبتمبر، ولم يطلب أوباما دعوتهم لعقد دورة استثنائية.
وقال مسئولون كبار فى إدارته، إن أوباما لم يعبر عن رغبته الرجوع إلى الكونجرس، سوى مساء الجمعة، بينما كان يتجول فى حديقة البيت الأبيض مع مساعده دنيس ماكدونو.
وكان بعض أعضاء الكونجرس من الحزبين طلبوا هذا الأسبوع إجراء تصويت فى الكونجرس حول سوريا، لكن زعماء كتلهم البرلمانية بدوا وكأنهم يكتفون "بمشاورات".
وقال هؤلاء المسئولون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم أن السلطة التنفيذية ستستفيد خلال هذه الفترة لمحاولة كسب مزيد من الدعم. وأرسل البيت الأبيض مشروع قراره حول استخدام القوة إلى الكونجرس منذ مساء الجمعة.
فى المقابل، يقول فريق أوباما إن اشراك الكونجرس فى اتخاذ القرار وهو إجراء تجاوزه أوباما نفسه- بشأن ليبيا فى 2011- وعدد من الرؤساء السابقين، يتطابق مع رغبته عدم إقحام الولايات المتحدة فى "حرب طويلة" كما قال فى 23 مايو عندما تحدث عن الخطوط العريضة لسياسته فى مكافحة الإرهاب.
وذكر أستاذ التاريخ فى جامعة برينستون جوليان زيليزير، الجمعة، لشبكة "سى إن إن"، أن أوباما الذى عارض بشدة الحرب على العراق "خاض حملته فى انتخابات 2008 على أساس التركيز على أهمية الكونجرس فى اتخاذ القرارات العسكرية، وهاجم بشدة الرئيس جورج بوش لشنه حربا بدون سلطة تشريعية".
وأبقت الإدارة على مخرج بتأكيدها أن أوباما لم يتخل عن فكرة التحرك بقرار منفرد إذا قرر الكونجرس الذى يواجه خلافات كبيرة مع أعضائه بشأن عدد من القضايا، رفض تدخل.
وقال المسئولون أنفسهم، إن موافقة السلطة التشريعية فى الولايات المتحدة على عمل عسكرى فى سوريا يمكن أن يدفع المزيد من الشركاء الدوليين إلى تقديم دعمهم، بينما واجهت "العلاقات المميزة" بين واشنطن ولندن ضربة كبيرة مع رفض مجلس العموم البريطانى التدخل العسكرى فى سوريا.
وسيتحدث أوباما إلى القادة الأجانب اعتبارا من الأسبوع المقبل على هامش قمة مجموعة العشرين الخميس والجمعة فى سان بطرسبورج فى روسيا.
وبمعزل عن أن الرفض من قبل الكونجرس يمكن أن يوجه ضربة قاسية جدا إلى مكانة أوباما، يبقى تقييم الانعكاسات الفورية لتأجيل تدخل فى سوريا.
وقد حاول أوباما الذى اتهم من قبل نائب الرئيس الأمريكى السابق ديك تشينى فى 2009 بـ"التسويف" لأن تقييمه لتعزيز القوات فى أفغانستان استغرق فترة طويلة، تجنب الانتقادات فى هذا المجال. وقال إن "قدرتنا على القيام بهذه المهمة ليست مرتبطة بالوقت".
0 التعليقات:
إرسال تعليق