مشاركة مميزة

خبر هام جدااا جداااا لكل متابعي مدونتنا

نعتذر عن توقف النشر بهذة المدونة و يمكنكم متابعتنا علي مدونتنا الاخري  اضغط علي الصورة للوصول للمدونة الاخري ونتمني اشتراككم فيها ...

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

جائعاً، برداناً، مرذولاً...مع ذلك أمجّد الله

جائعاً، برداناً، مرذولاً...مع ذلك أمجّد الله

جائعاً، برداناً، مرذولاً...مع ذلك أمجّد الله
جائعاً، برداناً، مرذولاً...مع ذلك أمجّد الله
بقي عالِم من علماء هذا العصر ثماني سنوات يطلب من الله أن يريه إنساناً يعلّمه الطريق الصحيح. مرّة من المرّات أحسّ بإلحاح شديد في أن يحقّق له الله هذه الرغبة، فجاءه صوت من الله: اذهب إلى الكنيسة، وهناك ستجد إنساناً يرشدك.
ترك بيته للتوّ وذهب إلى الكنيسة، فوجد هناك رجلاً فقيراً حافي القدمين وقد غطّتهما الأتربة والقذارة، وثيابه التي يلبسها لا تساوي سوى ليرات قليلة، فحيّاه قائلاً:
- ليعطِكَ الله يوماً طيّباً.
- لم يكن عندي أبداً يوم رديء.
- إذن فليعطك الله حظّاً حسناً.
- لم يكن عندي أبداً حظّ سيّئ.
- فلتكن سعيداً.
- لم أكن قطّ غير سعيد.
- ولكن لماذا تجاوبني هكذا؟! فسّرْ لي ذلك لأنّي لا أستطيع أن أفهمه.
- بكلّ سرور، لقد تمنّيت لي يوماً طيّباً، لكنّي لم أجد أبداً يوماً رديئاً، لأنّي إن كنت جائعاً أمجّد الله. وإذا نزل الصقيع أو البرد أو الثلج أو المطر، أو إذا كان الجوّ صحواً أو عكراً، فإنّي لا أزال أمجّد الله. وإن رُذلت أو أُهنت أمجّد الله، فلهذا لم أجد أبداً يوماً سيّئاً.
وتمنّيتَ لي حظّاً حسناً، لكن لم يكن لي أبداً حظّ سيّئ. لأنّي أعرف كيف أعيش مع الله، وأنا أعلم أنّ ما يعمله هو الأفضل، وما يعطيني إيّاه وما يرسمه لي، سواء كان حسناً أم لا، فإنّي أقبله بسرور كامل كأفضل ما يمكن أن يكون، لهذا لم يكن حظّي سيّئاً أبداً. ثمّ تمنّيتَ أن يجعلني الله سعيداً. وأنا لم أكن تعيساً، لأنّ رغبتي الوحيدة أن أعيش في فلك مشيئة الله، وهكذا سلّمت إرادتي تماماً لمشيئته، حتّى إنّ ما يريده الله هو ما أريده أيضاً".
- لكن إذا أراد الله أن يلقيك في الجحيم، فماذا تفعل عندئذ؟!
- يلقيني في الجحيم؟!!! صلاحه يمنع ذلك. ولكن إذا ألقاني هناك فسأمسكه بذراعين، ذراع الاتّضاع الحقيقيّ إذ أخضع له تماماً فأتّحد ببشريّته المقدّسة، وذراع الحبّ اليمنى المتّحدة بألوهيّته. أمسك به وهكذا أعانقه حتّى يضطر للنزول معي إلى الجحيم. عندها بوجود الله لن يكون الجحيم جحيماً.
- من أين أتيت؟
- من الله.
- ومتى وجدته؟
- عندما تركت كلّ الخلائق.
- وأين تجد الله؟
- في القلوب النقيّة.
- وأي نوع من الناس أنت؟
- أنا ملك.
- وأين مملكتك؟
- نفسي هي مملكتي، لأنّي أستطيع أن أحكمها في الداخل والخارج، حتّى أنّ كلّ رغبات وقوى نفسي مخضَعة لي، وهذه المملكة أعظم من أيّ مملكة على الأرض.
- وما الذي أوصلك إلى هذا الكمال؟
- صمتي وأفكاري المتّحدة بالله، لأنّي لا أستطيع أن أستريح في أيّ شيء غير الله. والآن لقد وجدت الله، وفي الله نلت راحة أبديّة وسلاماً.

اعداد دير راهبات القديس يعقوب الفارسي المقطع

0 التعليقات:

إرسال تعليق