حكاية 10 أيام قسمت العالم حول ميلاد المسيح
حكاية 10 أيام قسمت العالم حول ميلاد المسيح
يستعد مسيحيو العالم كله للاحتفال بميلاد المسيح، الذي يحتفل به البعض في يوم 25 ديسمبر، وهم المسيحيون الغربيون، بينما يحتفل الشرقيون به في السابع من يناير.
ويرجع هذا الاختلاف إلى أنه صدر أمر من أغسطس قيصر والي اليهودية عندما كانت السيدة العذراء حبلى أن تُكتتب المسكونة كل واحد في مسقط رأسه، ولذلك سافرت العائلة المقدسة إلى بيت لحم وهناك ولدت العذراء المسيح.
ومن موعد هذا الاكتتاب وملابساته استطاع العلماء بشيء من التدقيق أن يحدِّدوا زمن ميلاد المسيح، إذ رجَّحوا أن يكون في سنة 4 أو 5 قبل الميلاد، والذي ضبط تحديده لأقرب سنة هو موت هيرودس الملك سنة 4 ق.م وقد وُلد المسيح قبل موت هيرودس بقليل وهكذا انحصر بوجه ما ميلاد المسيح في سنة 5 ق.م.
يحتفل الأقباط بعيد الميلاد يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطي، وكان هذا اليوم يوافق 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الروماني، الذي سمي بعد ذلك بالميلادى، وتحدد عيد ميلاد المسيح يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر، وذلك في مجمع نيقية عام 325م، حيث يكون عيد ميلاد المسيح في أطول ليلة وأقصر نهار (فلكيا)، والتى يبدأ بعدها الليل القصير والنهار في الزيادة، إذ بميلاد المسيح (نور العالم) يبدأ الليل في النقصان والنهار (النور) في الزيادة.
لكن في عام 1582م أيام البابا جريجورى بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس في موضعه، أي أنه لا يقع في أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام، أي يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع في أطول ليل وأقصر نهار، وعرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ في حساب طول السنة (السنة= دورة كاملة للأرض حول الشمس).
وكانت السنة في التقويم اليولياني تحسب على أنها 365 يوما و6 ساعات، ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يوما و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، أي أقل من طول السنة السابق حسابها (حسب التقويم اليولياني) بفارق 11 دقيقة و14 ثانية ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالي عشرة أيام ، فأمر البابا جريجورى بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى (اليولياني) حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه، كما كان أيام مجمع نيقية، وسمي هذا التعديل بالتقويم الغريغوري، إذ أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر في جميع أنحاء إيطاليا.
ووضع البابا غريغوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد (25 ديسمبر) في موقعه الفلكي (أطول ليلة وأقصر نهار) بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة (لأن تجميع فرق الـ11 دقيقة و14 ثانية يساوى ثلاثة أيام كل حوالي 400 سنة)، ثم بدأت بعد ذلك بقية دول أوروبا تعمل بهذا التعديل الذي وصل إلى حوالي 13 يوما.
ولكن لم يعمل بهذا التعديل في مصر إلا بعد دخول الإنجليز إليها في أوائل هذا القرن (13 يوما من التقويم الميلادي) فأصبح 11 أغسطس هو 24 أغسطس، وفي تلك السنة أصبح 29 كيهك (عيد الميلاد) يوافق يوم 7 يناير (بدلا من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز إلى مصر، أي قبل طرح هذا الفرق) لأن هذا الفرق 13 يوما لم يطرح من التقويم القبطي.
وظل الأقباط ملتزمين بتاريخ 29 كيهك، معتبرين أن التراث الديني لا يقوم على الضبط الزمني بالدقائق والثواني ولذلك أصبح الغربيون والكاثوليك يحتفلون بعيد الميلاد في 25 ديسمبر والأقباط، والمسيحيون الشرقيون يحتفلون به في 7 يناير.
يذكر أن البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية سمح لأقباط المهجر بأن يعيدوا مع الغربيين في ديسمبر إلا أنهم رفضوا ذلك تأكيدا على ارتباطهم بالكنيسة المصرية الأم.
نقلا عن دوت مصر
0 التعليقات:
إرسال تعليق