صدق ولابد ان تصدق عروسة المولد ...قبطية !
لم يرد فى كتب الأقدمين ان الفراعنة أو الاقباط صنعوا عرائس من حلوي للأكل .. ومن المؤكد ان حلوى المولد قد شهدت أكبر ازدهار لها فى عهد الدولة الفاطمية التى كان عصرها عصر مهرجانات وأعياد شعبية ولكن من المؤكد أيضاً ان عروس المولد لها اصول متعددة منها اصل قبطي ..الحضارة السابقة علي الحضارة العربية بمصر .. وليس هناك فرع بدون جذر ويبدو ان للعروسة اصولا متعددة .. فرعونية ورومانية وفارسية ..الاصل الفرعوني نراه في وجه الشبه بين عروس المولد وبين وجه الالهة حتحور ...نفس الوجه والعيون والهالة ... اما الاصل القبطي نجده فيما وصلنا من عرائس خشبية تعود للقرن السادس الميلادي وما قبله قريبة الشبه جدا بعروس المولد ..وايضا ما كان الاقباط يصنعونه في المناسبات المختلفة مثل عروس القمح في موسم الحصاد كميراث من اجدادهم الفراعنه وكانوا يعلقونها علي عتبات البيوت .. وعروس السعف في احد الشعانين ..التي تجلب البركة طيلة العام ..ومن العجيب ان نجد فى المتحف القبطى عروس من الخشب تستخدم كلعبة للأطفال لا تختلف كثيرا عن عرائس المولد وان كانت من خشب ولا تؤكل ! العروسة اللى فى الصورة من المتحف القبطى وترجع للقرن الرابع أو الخامس الميلادى ومن آثار منطقة ابو مينا الأثرية التى تقع بمريوط وكانت مدينة عالمية وقتها للحج لقبر القديس مارمينا العجايبى ..العروس من الفخار وحول رأسها هالة وتنظر بوجهها للإمام وتضع يدها فى وسطها وشكل العروسة كلها قريب جداً من عروس المولد الحالية ومن المعروف عن الاقباط ايضا انهم ابدعوا في النحت الخشبي وصناعة لعب الاطفالالتاريخ حلقات متصلة وموجات متتالية ومخطئ من يفصل الأمس عن اليوم وينكر فضل الاجداد ... وقد ازدهرت عروس المولد في عصر الدولة الفاطمية ...عصر حضارة وابداع مصري .. وكانت تصنع من السكر وتصبغ باللون الاحمر ويقال ان الحاكم بامر الله قد منع الزواج الا في المولد النبوي ومن هنا ازدهرت العروس الحلاوة التي كان يحضرها الخاطب لخطيبته ومازال هذا التقليد يحدث لليوم ويسمونها عروس النفقة ..مع تطور الزمن اختفت العروس الحلاوة واصبحت تصنع من البلاستيك والقماش المزركش ...لكن العروس التقليدية مازالت موجودة في بعض القري والاحياء الشعبية وان كانت فقدت لونها الاحمر واصبحت بيضاء عشان الشروط الصحية ..عروس المولد لو نطقت هتحكي تاريخ مجيد لشعب مصر يمتد لالاف الاعوام من ايام الفراعنة مرورا بالاقباط ثم العرب ثم المصريين اليوم ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق