لأول مرة.. أقباط مصر لا يحتفلون بعيد العذراء في كنيسة الزيتون بسبب

لأول مرة.. أقباط مصر لا يحتفلون بعيد العذراء في كنيسة الزيتون بسبب الحظر 

يوستينا لم تستطع حضور صلوات النهضة واكتفت بالتماجيد.. وياسمين المسلمة لم تستطع دخول الكنيسة كعادتها كل عام بسبب الجيش

كتب : سارة سعيد  

 كنيسة

السيدة العذراء مريم بالزيتون مضت اللية وكأن عيدا لم يكن. الشوارع التي كانت تعج بالناس صارت خالية، والطرقات التي كانت تؤدي إليها ولا تتسع للمزيد باتت واسعة، وبائعو الحمص والمشبك والحلويات اختفوا، حتى أصوات المصلين لم تتعالَ كعادتها كل عام حتى الصباح أملا في ظهور العذراء. اختفت كل ملامح الاحتفال بليلة عيد السيدة العذراء أمس بكنيستها في منطقة الزيتون بالقاهرة، التي تعد أهم معالم هذا العيد، بسبب فرض حظر التجوال في أعقاب فض اعتصامي الإخوان برابعة العدوية والنهضة. 

تقول الفتاة العشرينية يوستينا عدلي، إنها ولأول مرة منذ سنوات طويلة لم تحضر ليلة عيد العذراء بكنيسة الزيتون، وحتى لم تستطع حضور صلوات النهضة (الصلاة الخاصة بهذا الصيام، وتقام مساء بالكنائس) بسبب عملها وفرض الحظر في ميعاد النهضات، ما اضطر الكنائس لإلغائها من الأساس، واكتفت بصلوات التماجيد للعذراء بمنزلها، كما لم تستطع حضور صلاة العيد صباح اليوم بالكنائس لارتباطها بعملها. 

وتشعر هبة فريد رأفت بالحزن الشديد، نظرا لعدم حضورها أي صلاة نهضة خلال فترة الصيام، ولعدم احتفال أقباط مصر بليلة العيد بسبب الحظر، رغم انتظارها الشديد لهذه الليلة كل عام، لما لها من قدسية وتمجيدا للسيدة العذراء. 

وتؤكد هبة أنها قامت بمعايدة أصدقائها على موقع "فيس بوك"، كما استقبلت معايدات أصدقائها المسلمين قبل الأقباط، وشعورهم الطيب حول عدم الاحتفال بالعيد هذا العام. 

ولا يقتصر الاحتفال بعيد العذراء على الأقباط فقط، فهناك الكثير من مسلمي مصر يحتفلون أيضا به، نظرا لمكانة السيدة العذراء عندهم، ومنهم ياسمين سيد التي كانت تحتفل كل عام مع صديقتها المقربة ماجي في كنيسة الزيتون، حيث تقول إنها كانت تذهب للكنيسة وتضيء الشموع أمام أيقونة السيدة العذراء وتحضر الورود لها، وفي أحيان كثيرة لا يصدق الموجودون أنها فتاة مسلمة. 

وتضيف ياسمين أنها لم تحضر عيد العذراء هذا العام بسبب حظر التجوال، ولم تتمكن من الذهاب نهارا بسبب وقوف قوات الجيش أمام الكنيسة لتفتيش الداخلين بدقة، كما أن صديقتها ماجي لم تحضر أيضا. 



الوطن