( يوم الجمعة من الأسبوع السابع من الصوم الكبير ) جمعة ختام الصوم المقدس
باكـــر
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر التكوين لموسى النبي ( 49 : 33 ـ 50 : 1 ـ 26 )
ففرغ يعقوبُ مِن تَوصيتةِ لبنيهِ ومدَّ يعقوب رجليهِ على السَّرير ومات وانضمَّ إلى قومهِ. فوقعَ يوسُفُ على وجهِ أبيهِ وبكَى عليهِ وقبَّلهُ.
وأمرَ عبيدهُ المُحنِّطين أن يُحنِّطُوا أباهُ، فحنَّطَ المُحنطُون إسرائيلَ. وكملت لهُ أربعُونَ يوماً، لأنَّ هكذا تُحسب أيَّام التحنِّيط، وحزنت عليهِ مِصر سبعينَ
يوماً. ولمَّا انقضت أيَّام الحُزن تكلَّم يوسفُ مع قواد فرعون قائلاً: إن كُنتُ قد وجدتُ نعمةً أمامكُم فتكلَّمُوا عنِّي في مَسامع فرعون وقُولُوا،
إن أبي استحلَفَنِي قائلاً في القبر الذي حفرتهُ لنَفسي في أرض كنعانَ هُناك تَدفنُونني، فالآن أصعدُ لأدفنَ أبي وأرجعُ. فقالَ فرعون ليوسف
اصعَدْ ادفِنْ أباكَ كما استحلفَكَ. فَصعِدَ يوسُفُ ليَدفنَ أباهُ، وصَعِدَ معهُ كُلُّ عبيدِ فرعون وشُيُوخُ بيتهِ وكُلُّ شُيُوخ أرض مِصرَ وكُلُّ بيتِ يوسُفَ وإخوتُهُ وكُلُّ بيتِ أبيهِ
وكُلُّ عشيرتهِ، وبقيت الأغنام والبقر في أرض جاسان. وصعدت معهُ مَركباتٌ وخيلٌ، فتعاظم المعسكر جداً، وأتوا إلى بَيدَر أطادَ الذي في عَبْر الأُردُنِّ وناحُوا عليهِ
نواحـاً عظيمـاً وشديـداً جـداً، ونـاح على أبيهِ سبعة أيَّام. فـرَأى سُـكان أرض كنعان المناحةَ في بَيدَر أطادَ وقالُوا هذه مَناحةٌ عظيمةٌ للمِصريِّين،
لذلك دُعِيَ اسم ذلك المكان مَناحة مِصر، الذي في عَبر الأُردُنِّ. وفعلَ لهُ بنوهُ هكذا كما أَوصاهُم، وحُمل إلى أرض كنعانَ ودُفن في القبر المطبقّ
القبر الذي اشتراه إبراهيمُ مُلْكَ قَبْرٍ مِن عفرُون الحثِّي أمامَ ممرا. ثُمَّ رجعَ يوسُفُ إلى مِصرَ هو وإخوتُهُ وجميعُ الذين ذهبوا معهُ لدَفْن أبيهِ بعد أن دفنوا أباهُ.
ولمَّا رَأى إخْوَةُ يوسُفَ أنَّ أباهُم قد ماتَ قالُوا لعلَّ يوسُفَ يذكُرنا بالسوء ويُجازينا مُجازاة عن الشرور التي صنعناها بهِ. فجاءوا إلى يوسُف وقالُوا إن أبانا استحلفنا
قبلَ موتهِ قائلاً: هكذا قُولُوا ليوسُفَ اغفر لهُم إساءتهُم وخطيتهُم لأنَّهُم صنعُوا بكَ شَراً، والآن اصفَحْ عن ذَنب عَبيدِ إلهِ أبيكَ. فبكَى يوسُفُ حينَ كلَّمُوهُ
فجاءوا إليهِ وقالُوا لهُ نحنُ عبيدُكَ. فقالَ يوسُفُ لا تخافُوا، لأنِّي أنا للَّه. لأنكُم قصدتُم بي شَرَّاً، أمَّا اللَّهُ فقصدَ بي خيراً لكي تبقُوا إلى هذا اليوم، ليقتات شعب كثير معكُم. وقال
لهُم: لا تخافُوا، أنا أعُولُكُم وبيوتكُم، وعزَّاهُم وطيَّبَ قُلُوبهُم. وسكنَ يوسُفُ في مِصرَ هُو وإخوتهِ وكُلُّ بيتُ أبيهِ، وعاشَ يوسُفُ مئَةً وعشرَ سنينَ. ورَأى يوسُفُ أولاد
أفرايم إلى الجيل الثَّالثِ، وأولادُ ماكير بن مَنسَّى وُلدُوا على فخذي يوسُفَ. وكلَّم يوسُفُ إخوتهِ قائلاً: أنا أموتُ، وسيفتقدُكُم اللَّه افتقاداً ويُصعدُكُم مِن هذه الأرض
إلى الأرض التي حَلَفَ اللَّه لآبائكُم إبراهيم وإسحق ويعقوب. واستحلفَ يوسُفُ بَنِي إسرائيلَ قائلاً: في الافتقاد الذي سيفتقدُكُم اللَّه بهِ، تَحملُون عِظَامِي مِن ههُنا معكُم.
وماتَ يوسُفُ وهو ابنُ مئةٍ وعشَر سنينَ، وحنَّطُوهُ ووُضِعَ في تابُوتٍ في مِصرَ.
( مجداً للثالوث القدوس )
من أمثال سليمان الحكيم ( 11 : 27 ـ 12 : 1 ـ 22 )
مَن يَطلُبُ الخيرَ يلتَمِسُ الرِّضا ومَن يَطلُبُ الشَّرَّ فالشَّرُّ يلحقه. مَن أتكل على غِناهُ يَسقُطْ، والذي يُعضد الصِّدِّيقين يزهُو. مَن يُكدِّر بيتهُ يَرث الرِّيح
والجاهل يصير عبداً للحكيم. ثمرةُ الصِّدِّيق شجرةُ الحياة، يأتي خوف المُنافقين قبل أن تُنزع نفوسهُم. إذا كان البار بالجهد يخلُص فالخاطئ والمُنافق أين يظهران.
مَن يُحبُّ التَّأديبَ يُحبَّ المعرفةَ والذي يُبغضُ التَّوبيخ فهُو بليدٌ. المختارُ ينالُ رضا مِن الربِّ وإنسان المكائد فيحكُمُ عليهِ. لا يُثبَّتُ الإنسانُ بالنفاق،
أمَّا أصلُ الصِّدِّيقين فلا يستأصلُ. المرأةُ الفاضلةُ إكليلٌ لرَّجُلها، مِثل سوس في خشب هكذا المرأة الشرِّيرة تهلك رجُلها. أفكارُ الصِّدِّيقين عَدلٌ، تدابيرُ المُنافق غشٌّ،
كلامُ المُنافقين خداعٌ وفمُ المُستقيمينَ يُنقذهم. حيث يطلب المُنافق لا يُوجد، أمَّا بيوتُ الصِّدِّيقينَ فَتثبُتُ. يفتخر الإنسان بفم الحكيم، أمَّا المُلتوي القلب فيكُون للهوان.
المسكين الذي يَخدم نفسه خيرٌ مِن الذي يفتخر وهو محتاج إلى الخُبز. الصِّدِّيقُ يرحم ( يُراعي ) نفسَ بهيمتهِ، أمَّا أحشاءُ المُنافقين فقاسيةٌ. مَن يُفلح أرضهِ يشبع خُبزاً،
ومَن يتبع البطَّالين فهُو فاقدُ الفهم. مَن يدمن الخمر مُتنعماً يُهان في قوتهِ. شهوات المُنافقين شريرة، وأصلُ الصِّدِّيقينَ ثابت. يسقط الخاطئ في الفخاخ مِن أجل معصيةِ
شفتيهِ، ويفلتُ الصِّدِّيق مِنها. مَن يتبصر حسناً يُرحم، مِن يُزاحم في الأبواب يُضايق نفوساً. الإنسان مِن ثمرة فمهِ يشبعُ خيراً ومُكافأةُ شفتيهِ تُردُّ لهُ. طريقُ الجاهل مُستقيمٌ
في عينيهِ، وأمَّا الحكيم فيستمع المَشُورة. الجاهل يُظهر غضبه مِن يوم إلى يوم، والحكيم يكتم هوانه. البار ينطق بالإيمان ظاهراً والشَّاهدُ بالزور فغاش هو. رُب ذي هذر كمضارب
السَّيف، وألسنة الحُكماء شفاءٌ. شفاه الحقِّ تُقيم الشهادة، والشَّاهد العجول يحسن لساناً كاذباً. الغشُّ في قلب الذين يعملُون الشَّرِّ والمُشيرين بالسَّلام فلهُم فرحٌ.
لا يُصيبُ الصِّدِّيق شراً، أمَّا المُنافقُون فيمتلئُون سُوءاً. كراهةُ الربِّ شفتا كذبٍ، أمَّا العامِلُون بالصِّدق فمُرضاتهُ.
( مجداً للثالوث القدوس )
من سفر إشعياء النبي ( 66 : 10 ـ 24 )
افرحُوا مع أُورُشليمَ وعيدوا فيها ( وابتهجُوا معها ) يا جميعَ مُحبِّيها، افرحُوا فرحاً يا جميعَ النَّائحينَ عليها لكي ترضعُوا وتشبعُوا مِن نعمة الرَّبّ ( ثَدْي تَعازيها )
لتحلبُوا وتتنعمُوا في طريق مَجدِها. لأنَّهُ هكذا قالَ الربُّ، هـأنذا أُديرُ إليها السلام كالنهر ومجدَ الأُمم كالوادي الطافح أولادها يُحملُون على الأعناق ويُدلَّلُون
على الرُّكبَتين. كمَن تُعزِّيهِ أُمُّه هكذا أُعزِّيكُم أنا في أُورُشليمَ تُعزَّون. وتنظُرُونَ فتسر قُلُوبُكُم وتزهر عِظامُكُم كالعُشب وتظهر يدُ الرَّبِّ مع الذين يتقونهِ ويَحنقُ
على الذين لا يطيعونه. لأنَّهُ هوذا الرَّبُّ يأتي كنار ومركباتُهُ كعاصفةٍ لينتقم بغضب ورجز ولهيب نار. لأنَّ الرَّبَّ يُدين الأرض كُلها وسيفهِ على كُلِّ جسدٍ
ويكثُـرُ قَتلَى الرَّبِّ، إن الذين يُقَدِّسُونَ نفوسـهُم ويُطهِّـرُونها في الجنَّات وعلى الأبواب يأكُلُون لحم الخنزير والرِّجسَ والجُرذان يفنونَ معاً يقولُ
الرَّبُّ. فإنِّي عالم بأعمالهُم وأفكارهُم، قد حان أن أجمع كُلِّ الأُمم والشعوب فيأتُون ويَرون مَجدي. وأجعلُ بينهم آيةً وأبعثُ ناجينَ مِنهم إلى الأُمم إلى تَرشيشَ
وفُولَ ولُودَ النَّازعينَ في القوس إلى تُوبالَ وياوان إلى الجزائر البعيدة التي لم تَسمع خَبَري ولا رَأتْ مَجدِي فيُخبرُون بمَجدِي بين الأُمم. ويُحضِرُونَ كُلَّ إخوتكُم مِن
جميع الأُمم تَقدِمةً للرَّبِّ على خَيلٍ وبمركباتٍ وبهوادن وبغالٍ وهُجُنٍ إلى المدينةِ المُقدسة أُورُشليم قالَ الربُّ كما يُقدمُ بنُو إسرائيلَ ذبيحةً وتسبيحاً في بيتِ الرَّبِّ.
وأتَّخِذُ لي مِنهُم كهنةً ولاويِّينَ قالَ الرَّبُّ. لأنَّهُ كما أنَّ السَّمَوات الجدِيدةَ والأرضَ الجدِيدةَ التي
أصنعها تدُوم أمامي يقُولُ الرَّبُّ هكذا يَثبتُ نسلُكُم واسمُكُم. ويكُونُ مِن شهرٍ إلى شهرٍ ومِن سبتٍ إلى سبتٍ كُلَّ بشر يأتي ليسجُدَ أمامي في أُورُشليم
قالَ الرَّبُّ. ويخرُجُونَ ويَرَونَ جُثَثَ النَّاس الذين عَصوني لأنَّ دُودَهُم لا يمُوتُ ونارَهُم لا تُطفأُ، ويكُونُون منظراً لكُلِّ بشرٍ.
( مجداً للثالوث القدوس )
من سفر أيوب الصديق ( 42 : 7 ـ 17 )
وحدث بعد أن تكلَّم الرَّبُّ مع أيُّوب بهذا الكلام جميعه أن قال الرَّبّ لأليفاز التَّيمانيِّ: " إنَّك قد أخطأت وكلا صاحبيك لأنَّكُم لم تقولوا فيَّ الصَّواب أمامي
كعبدي أيُّوب. والآن فخُذوا لكم سبعةَ ثيرانٍ وسبعةَ كباشٍ وانطلقوا إلى عبدي أيُّوب فيُصعد مُحرقةً عنكم وعبدي أيُّوب يُصلِّي لأجلكم فإنِّي أرفع وجههُ
لأنِّي لولاه لكُنت قد أبدتكُم لأنَّكُم لم تتكلَّموا الحق في عبدي أيُّوب. فانطلق أليفاز التَّيمانيُّ، وبلددُ الشُّوحيُّ، وصوفرُ النَّعمانيُّ، وصنعوا كما قال الربُّ
لهُمْ وغفر خطيَّتهم مِنْ أجل أيُّوب، ورفع الرَّبُّ أيُّوب جداً حين صلَّى لأجل أصحابهِ الثلاثة، وصفح عن إساءتهم وضاعف الرَّبُّ لأيُّوب ضِعف ما كان له قبلاً.
فسمع جميع إخوته وأخواته، وكُلُّ معارفهِ مِن أجل كل ما صار لهُ، وجاءوا إليهِ وأكلوا وشربوا عنده، ورثوا لهُ وتعجَّبوا مِنْ كُلِّ ما أنزل بهِ الرَّبّ، وأعطَى كُل واحدٌ
مِنهم نعجةً وأربعة مثاقيل ذهب مُختار. وبارَك الربُّ آخِرةَ أيُّوب أكثرَ مِن أوائِلهِ، فكان لهُ مِنَ الغنم أربعة عشر ألفاً ومِنَ الإبلِ ستَّةُ آلافٍ، وألفُ فدَّانٍ مِنَ البقرِ،
وألفُ أتانٍ. ووُلِدَ لهُ سبعةَ بنينَ وثلاثُ بناتٍ. وسمَّى اسم الأولى نهاراً ( يميمة ) والثَّانية قصيعة والثَّالثة ملتياس ( قرن هَفُّوك ). ولم توجد نساءٌ في الحسن
كبنات أيُّوب في كُلِّ مَن تحت السَّماءِ، وأعطاهُنَّ أبوهُنَّ ميراثاً بين إخوتهِنَّ. وعاشَ أيُّوبُ مِنْ بعد الضربة مِئةً وأربعين سنةً، وجميع سني حياة أيُّوب مئتين
وأربعين سنةً. ورأى أيُّوب بنيهِ وبني بنيهِ إلى أربعةِ أجيالٍ. ثم مات أيُّوبُ شيخاً وشبعان الأيَّام.
( مجداً للثالوث القدوس )
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 97 : 5 ، 6 ) هَلِّلوا
للرَّبِّ يا كُلَّ الأرضِ. سَبِّحوا، وهَلِّلوا، ورَتِّلوا. رَتِّلوا للـرَّبِّ بالقيثارِ، بالقيثارِ وصَوتِ المزمور. بأبواقٍ خافقةٍ، وصَوتِ بوق القَرْنِ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 17 : 20 ـ 37 )
ولمَّا سألهُ الفرِّيسيُّونَ: " متَى يأتي ملكوتُ اللَّهِ؟ " أجابهُم وقال: " لا يأتي ملكوتُ اللَّهِ بترقب، ولا يقولونَ: إنه هنا، أو هناك! فهوذا ملكوتُ اللَّهِ داخلكم ". ثم قال لتلاميذهُ:
" ستأتي أيَّامٌ إذ تشتهون أن تروا يوماً من أيَّام ابن الإنسان فلا ترون. ويقولون لكم: ها هو هناك! أو: هنا! فلا تذهبوا ولا تسعوا، فإنَّهُ كما أنَّ البرق يظهرُ مِن السَّماء،
ويُضيء تحت السَّماء، كذلك يكونُ ابن الإنسان في يومهِ. ولكن ينبغي له أوَّلاً أن يتحمل مشقات كثيرة ويرذله هذا الجيل. وكما كان في أيَّام نوح كذلك يكون في أيَّام
ابن الإنسان: وكانوا يأكُلون ويَشربونَ، ويَتَزوَّجونَ ويتزَوَّجنَ ، إلى اليوم الذي دخلَ فيه نوحٌ السفينة، فجاء الطُّوفان وأهلكَ الجميعَ. وكما كان أيضاً في أيَّام لوطٍ: كانوا يأكُلون
ويَشربونَ، ويشترونَ ويبيعونَ، ويَغرسونَ ويبنونَ. وفي اليوم الـذي خَرجَ فيه لوط من سـدومَ، أمطر ناراً وكبريتاً مِـن السَّماء فأهلك الجميعَ. على نحو هذا أيضاً يكون
في اليوم الذي يظهر فيه ابن الإنسان. وفي ذلك اليوم مَن يكون على السَّطح وأمتعتُهُ في البيتِ فلا ينزل ليأخُذها، ومَن يكون في الحقل أيضاً فلا يرجع إلى ورائه.
اذكروا امرأة لوط! مَن يطلب خلاص نفسهُ يُهلكها، ومن يُهلكها يُحييها. وأقولُ لكُم: إنَّهُ يكون في اللَّيلةِ اثنان على سريرٍ واحدٍ، فيؤخذُ الواحدُ ويُتركُ الآخرُ. تكونُ اثنتان
تطحنان معاً، فتؤخذُ الواحدةُ وتُتركُ الأخرى ". فأجابوا وقالوا لهُ: " في أي مكان ياربُّ؟ ". فقال لهم: " حيثُ تكونُ الجُثَّةُ هناك تجتمعُ النُّسورُ أيضاً ".
( والمجد للَّـه دائماً )
القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس ( 3 : 1 ـ 4 : 1 ـ 5 )
اِعلم هذا أنَّهُ ستأتي في الأيَّام الأخيرة أزمنةٌ شريرةٌ ( صعبةٌ )، لأنَّ النَّاس يكونونَ مُحبِّينَ لأنفُسهِم، مُحبِّينَ للمال، مُفتخرينَ، مُتكبِّرينَ، مُجدِّفينَ،
غير طائعينَ لوالديهم، غير شاكرينَ، دنِسينَ، بلا حُنوٍّ، ولا عهد، ثالبينَ، عديمي النَّزاهةِ، شرسينَ، مُبغضين للصَّلاحِ، خائنينَ، مُقتحِمينَ، مُتصلِّفينَ، مُحبِّينَ
للَّذَّاتِ دونَ محبَّة اللَّه، لهم صورةُ التَّقوَى، لكنَّهُمْ يَنكرونَ قوَّتها. فأعرِض عن هؤلاء. فإنَّ مِنهم مَنْ يدخلونَ البيوتَ، ويَسبونَ النِّساء الجميلات للخطايا، مُنقادات
الشهوات شتَّى، يتعلَّمنَ في كُلِّ حينٍ، ولا يستطِعنَ أن يُقْبِلْنَ إلى معرفةِ الحقِّ أبداً. وكما أن يَناس وينبـراس قاوما موسى، كذلك هؤلاء أيضاً يُقاوِمونَ الحقَّ.
أُناسٌ آراؤهم فاسدةٌ مرذولةٌ مِن جهةِ الإيمانِ. لكِنَّهُمْ لا يَتقدَّمونَ أكثرَ، لأنَّ حُمقَهُمْ سيكونُ واضِحاً للجميع، كما كان حُمْقُ ذَيْنِكَ أيضاً. أمَّا أنتَ فقد اتبعت تَعليمي،
ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التي أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. واحتملت كل الاضطهادات وقد
أنقذني الرَّبُّ من جميعها. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يُضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخـدَّاعين سيتقدَّمون فـي الشَّـرِّ، بالأكثر
ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبُت على ما تعلَّمته وأُئتمنت عليه، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفولة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان
الذي في المسيح يسوع. لأنَّ جميع الكُتُب المُوحى بها مِنَ اللَّهِ، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل اللَّه مُستعدَّاً، ثابتاً في كُلِّ
عملٍ صالحٍ. أنا أشهد أمام اللَّه والرَّبِّ يسوع المسيح، الذي سيَدين الأحياء والأموات، عند ظُهورهِ وملكوتهِ: اكرِز بالكلمةِ. واعْكُفْ على ذلك في وقتٍ مُناسب وغير مُناسبٍ.
وبِّخ، وانتهر وعِظْ. بكُلِّ أناةٍ وتعليمٍ. لأنَّهُ سيكون وقتٌ لا يَقبلونَ فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيَصرِفونَ
مَسمعهم عن الحقِّ، ويَميلونَ إلى الخُرافاتِ. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كُلِّ شيءٍ. واقبَل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. وتمِّم خدمتكَ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول ( 5 : 7 ـ 16 )
فتأنَّوا أيُّها الإخوة إلى مجيء الربِّ. هوذا الفَّلاحُ يَنتظرُ ثَمرَ الأرضِ الكريمَ، مُتأنِّياً عليه حتى ينال المَطر المُبكِّرَ والمُتأخِّرَ. فتأنَّوا أنتُمْ أيضاً وثبِّتوا قُلوبَكُمْ،
فإنَّ مجيء الرَّبِّ قد اقتربَّ. لا يَئِنَّ بعضُكُم مِنْ بعضٍ يا إخوتي لِئَلاَّ تُدانوا. هوَذا الدَّيانُ واقفٌ على الأبوابِ. خُذوا لكُم يا إخوتي مِثالاً لاِحتِمالِ المشقَّاتِ
والأناة: وتعب الأنبياءَ الَّذينَ تكلَّموا بِاسم الربِّ. ها نحنُ نُطوِّب الصَّابِرِين. وقد سَمِعتُم بِصبرِ أيُّوبَ ورأيتُمْ عاقِبةَ الربِّ معه. لأنَّ الربَّ مُتحنن جداً ورؤوف.
وقبل كلَّ شيءٍ يا إخوتي، لا تحلِفوا، لا بِالسَّماءِ، ولا بِالأرضِ، ولا بِقَسَمٍ آخرَ. بَلْ ليَكُن كلامكُم نعم نعم، ولا لا، لئلاَّ تَقعوا في الدينونةِ. فإنْ كان أحدكُمْ
في شدةٍ فليُصلِّ. أو فرِح القلب فليُرتِّل. وإنْ كان أحدٌ مريضٌ بينكُمْ فليدعُ قسوس الكنيسة فليُصلُّوا عليه ويَمسحوهُ بالزيتِ بِاسم الربِّ، فإن صلاة الإيمان
تُخلِّص المريضَ، والربُّ يُقيمُهُ، وإنْ كان قد فَعل خطيَّة تُغفرُ له. اعترفوا بعضُكُم لبعضٍ بزلاتكم، وصلُّوا بَعضكُمْ لأجلِ بعضٍ، لكي تبرأوا.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 15 : 1 ـ 18 )
وانحدرَ قومٌ مِنَ اليهوديَّةِ، وجعلوا يُعلِّمونَ الإخوةَ قائلين: " إن لم تَختتنوا حسبَ عادةِ موسى، فلا يُمكِنُكُم أن تَخلُصوا ". وإذ جرت لبولس وبرنابا مُنازعةٌ
ومُباحثةٌ معهم ليست بقليلةٍ، رتَّبوا أن يَصعدَ بولس وبرنابا وآخرون منهم ليذهبوا إلى الرُّسُلِ والقسوس الذين بأورُشليم لينظروا في هذه المَسألةِ.
فهؤلاء بعد أن شيَّعتهُمُ الكنيسةُ اجتازوا في فينيقيةَ والسَّامرةِ يُخبرونهُمْ برُجوع الأمم، وكانوا يُسبِّبونَ سُروراً عظيماً لجميع الإخوةِ. ولمَّا حَضَروا إلى
أورشليمَ قَبِلتهُمُ الكنيسة والرُّسلُ والقُسوسُ، فأخبَروهُمْ بجميع ما صنع اللَّهُ معهُمْ. فقامَ قوم مِنْ شيعةِ الفرِّيسِيِّينَ الذين آمَنوا قائلين: " إنَّهُ يَنبغي
أنْ يَخْتَتِنوا، ويوصَوْا بأنْ يحفظوا نَاموسَ موسى ". فاجتمعَ الرُّسلُ والقسوس لِينظُروا في هذا الأمرِ. فبَعدَ ما حدثت مُشاجرة عظيمة قامَ بُطرسُ وقال لهُم:
" أيُّها الرِّجالُ الإخوةُ، إنَّكُمٍْ تَعلَمونَ أنَّهُ مُنذُ أيَّامٍ قَديمةٍ اختَارَ اللَّهُ من بينكم أنَّهُ بِفَمِي يَسمعُ الأُمَمُ كَلِمَةَ الإنجيلِ ويؤمنون. واللَّهُ العارِفُ القُلوبَ، شَهِدَ
لهُمْ مُعطِياً لهُمُ الرُّوحَ القُدُسَ كَمَا أعطى لنا أيضاً. ولمْ يُميِّزْ بَينَنَا وبينهم بشيءٍ، إذ طَهَّرَ بالإيمانِ قُلوبَهُم. فالآن لماذا تُجرِّبونَ اللَّهَ بوضعِ نيرٍ على عُنُق
التَّلاميذِ لم يستطع أباؤنا ولا نحنُ أن نحمِلهُ؟ ولكن بنعمةِ الربِّ يسوعَ المسيح نؤمنُ أنْ نَخلُصَ كما أولئِكَ أيضاً ". فَسَكتَ الجمع كله. وكان يستمع لبرنابا
وبولس وهما يُحدِّثان بجميع ما أجرى اللَّهُ مِن الآياتِ والعجائبِ في الأُمَمِ بواسطَتِهِمْ. وبعد أن سكتا أجاب يعقوب قائلاً: " أيُّها الرِّجالُ إخوتنا، اسمعوا لي.
قد تكلَّم سمعان كيف افتقـدَ اللَّهُ الأُمَمَ أولاً ليتَّخـذ منهم شعباً لاِسمه. وهـذا ما تُوافِقُهُ أقوالُ الأنبياءِ، كما هو مكتوبٌ: إنِّي مِن بعد هـذا سـأرجع وأقيم
خيمـة داود السَّاقطة، وأبني ما هُدِمَ منها وأنصبها ثانيَةً، حتى تطلب الربَّ بقيَّة النَّاس، وجميعُ الأُمَمِ الذين دُعِيَ اسمي عليهم، يقول الربُّ الصَّانعُ
هذا. ومَعلوم عند الربِّ مُنذُ الأزلِ جميعُ أعمالهِ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 97 : 8 )
الجِبالُ تَبتَهِجُ أمامَ وجْه الرَّبِّ، لأنَّهُ أتى لِيَدِينَ الأرضَ، يَدِينُ المَسكونَةَ بِالعَدْلِ، والشُّعوبَ بالاِستِقامَةِ. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 13 : 31 ـ 35 )
وفي ذلك اليومِ جاء فرِّيسيُّون قائلينَ لهُ: " اذهب واخرُج مِن هنا، فإنَّ هيرودس يُريدُ أن يَقتُلكَ ". فقال لهُمُ:
" امضوا فقولوا لهذا الثَّعلبِ: هأنذا أُخرِجُ شياطينَ، وأتم الشفاء اليوم وغداً، وفي اليوم الثَّالثِ أُكمَّلُ. ولكن ينبغي لي أن أعمل اليوم وغداً وما يليهِ،
فإنَّهُ لا يَهلك نبيٌّ خارِجاً عن أورُشليمَ! يا أورُشليمُ، يا أورُشليمُ! يا قاتلةَ الأنبياءِ وراجمةَ المُرسلينَ إليها، كم مرَّةٍ أردتُ أن أجمعَ بنيكِ مِثل الطائر ( يجمع فراخه ) في عشهِ تحت جناحيهِ،
ولم تُريدوا! هوذا بيتُكُم يُتركُ لكُمْ خراباً! وأقول لكُمْ: إنَّكُمْ لا تَرونَني مُنذُ الآن حتى تَقولوا: مُبارَكٌ الآتي بِاسمِ الرَّبِّ! ".
( والمجد للَّـه دائماً )
0 التعليقات:
إرسال تعليق