مشاركة مميزة

خبر هام جدااا جداااا لكل متابعي مدونتنا

نعتذر عن توقف النشر بهذة المدونة و يمكنكم متابعتنا علي مدونتنا الاخري  اضغط علي الصورة للوصول للمدونة الاخري ونتمني اشتراككم فيها ...

الأحد، 29 مارس 2015

قصيدةٌ للمولودِ أعمى بقلم فادي أبو ديب

قصيدةٌ للمولودِ أعمى

قصيدةٌ للمولودِ أعمى بقلم فادي أبو ديب

قصيدةٌ للمولودِ أعمى
بقلم فادي أبو ديب


شريداً في شوارع أورشليم كنتُ أستجدي العطايا. لم ترَ عيناي نوراً منذ الولادة، لم تعرف فرحاً، لم تستمتع يوماً بجمال البرايا. نبذوني، مقتوني، قالوا إنّي ملوَّثٌ نجسٌ قد وُلدتُ بجملتي في الخطايا. في داخلي  ألمٌ، وحدةٌ، رُعبٌ من هول حقد وكبرياءِ مَن قالوا أنهم يتمتّعون بحُسن السّجايا. آهٍ من يدرك ألمي؟! من يدرك شوقي إلى ذاك الذي يحبّ من حلّت فيه كلّ الرّزايا؟!

قد رآني يسوع! لم أعرف من أين جاء ذلك العَذب الفتيّ الذي يعرف كلّ الخفايا. وضع في عينيّ طيناً وقال اغتسِل. لو تعلمون كم كشف بداخلي من خبايا! كلّ ألمي، كلّ أسئلتي، أجوبته اخترقت قلبي وعمّت كل الزّوايا. في بركة سلوام سال على جبهتي الماء فضّياً لامعاً. ولأوّل مرّة رأيت الورى، لامست نور الصّباح، آهٍ ما أجمل خليقة الربّ مُجزي العطايا!

جريتُ لأرى وجه من شفاني. قد اختفى! أمسكوني استجوبوني وقالوا لي: أفي السبت يشفيك ذاك الخاطئ المبتدع الذي تجاوز كلّ الوصايا؟! قلتُ لهم: أخاطئٌ هو لا أدري، ولكني أعلم أنّي كنتُ مغلق العينين، والآن أنا مبصرٌ، أرومُ شفاء الرّوح وغفران كلّ الخطايا. شتموني، طردوني، وكأنّي سارقٌ وقحٌ، أو جزّارٌ مغتصِبٌ شرّير النوايا. حتى والداي تركوني وأنكرا كلّ المعرفة وحُسن الدِّراية. أين الربّ ليضمّني ويجعلني تلميذاً صغيراً في مدرسة من عشق وتحنّن على العصافير والزنابق ولهم وهب كلّ العِناية ؟

خرجتُ فوجدني، فقال لي: هل تؤمن بابن الربّ؟ فقلتُ له: لو أعلم أين هو لتبعته كلّ الطريق ونفّذتُ كلّ الوصايا. فقال لي: أنا هو هو. فخررتُ له، وكيف لا؟ وقد منحني شفاء الجسد، ومتّعني بجمال الخليقة، وعرّفني حبّ الإله العظيم وحرّر قلبي من شهوة كلّ الرّزايا.

عرفتُه شافياً حنّاناً، والآن بعد ثلاثين عاماً أذكره مصلوباً حاملاً معه كلّ الخطايا، ومِن بعدُ قائماً من القبر هازماً أجناد المنايا. كيف لا أشتاق لملكوته محرِّر أسرى العالم، محطِّم كلّ أسىً في الأرض مثل أسايَ؟! تعال يا من شفيتني يوماً لأتقدّس في محضرك، وتُكتَبَ الكلمة الأولى من أحلى فصول الرِّواية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق