مشاركة مميزة

خبر هام جدااا جداااا لكل متابعي مدونتنا

نعتذر عن توقف النشر بهذة المدونة و يمكنكم متابعتنا علي مدونتنا الاخري  اضغط علي الصورة للوصول للمدونة الاخري ونتمني اشتراككم فيها ...

الأحد، 29 مارس 2015

شفاء الاعمى - البطريرك بشارة الراعي

شفاء الاعمى   - البطريرك بشارة الراعي


 

أحد شفاء الأعمى 


شفاء الاعمى   - البطريرك بشارة الراعي


شفاء الاعمى

مرقس 10: 46- 52


6- شفاء الاعمى


الخطيئة والعمى الروحي


 

هو الاحد الاخير من زمن الصوم قبل أحد الشعانين واسبوع الآلام. تذكر فيه الكنيسة آية شفاء الاعمى، بأمل استقبال الرب يسوع في احد الشعانين والولوج معه في سرّ آلامه الخلاصية برؤية جديدة، نكون قد اكتسبناها مما قدّم لنا الصوم الكبير من لقاءات شخصية مع الرب يسوع. بفضل هذه الرؤية الجديدة نتمكن من تحقيق ما يدعونا اليه القديس بولس الرسول في رسالته لهذا الاحد: ان نهدم الافكار الخاطئة، وكل شموخ يرتفع ضد معرفة الله، وان نأسر كل فكر لطاعة المسيح".


 


اولاً، القراءات البيبلية


انجيل القديس مرقس 10: 46-52.


بَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ابْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: "يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!". فَانْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: "يَا ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!".فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: "أُدْعُوه!". فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: "ثِقْ وانْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك". فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: "مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟". قالَ لَهُ الأَعْمَى: "رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!". فقَالَ لَهُ يَسُوع: "أبصِره! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ". وللوقتِ أبصرَ وإنطلقَ معه في الطَريق.


شفاء الاعمى   - البطريرك بشارة الراعي

 

1. الرؤية الجديدة


" يا ابن داود ارحمني" ( مر10/47).


بين الجمع الكثير الذي كان يتبع يسوع، وهو خارج من اريحا، متجهاً الى اورشليم، واحد رآه على حقيقته هو الاعمى طيما بن طيما . كلهم عرفوه بعيونهم انه يسوع الناصري، اما هو فعرفه بقلبه انه ابن داود. ولما سأله يسوع: " ماذا تريد ان اصنع لك"، اجابه بما أملى عليه ايمانه من فهم: "رابوني، أي يا معلم، ان أبصر".


الرؤية الجديدة هي رؤية القلب، رؤية الايمان المقرونة برؤية العقل. هذه هي هبة الفهم، احدى مواهب الروح القدس. الرؤية الحقيقية ليست رؤية العين بل البصيرة الداخلية، بصيرة القلب والعقل: "اؤمن لأفهم"، حسب مقولة القديس انسلموس . وجّه الرب يسوع ملامة اشعيا الى الذين ينظرون ولا يبصرون، يسمعون ولا يفهمون (متى13/13): " سمعاً تسمعون ولا تفهمون. ونظراً تنظرون ولا تدركون. لأن قلب هذا الشعب بات غليظاً . فثقّلوا آذانهم، واغمضوا عيونهم، لئلا يبصروا بعيونهم، ويسمعوا بآذانهم ، ويفهموا بقلوبهم، ويرتدوا فأشفيهم " ( اشعيا6/9).


هذا ما حصل مع الجمع الذي سمع صرخة الاعمى: " يا ابن داود ارحمني "! لكنهم لم يفهموا، بل " انتهروه ليسكت ". كانت صرخته بمثابة نداء لهم من فوق، فلم يدركوه. كانت مجرد صرخة سمعتها اذانهم، لا قلوبهم وعقولهم. هؤلاء لم يرتدوا الى يسوع ليشفيهم من عمى قلوبهم وعقولهم، كما فعل الاعمى ليشفى من عمى عيونه، بعد ان شفي بالايمان بيسوع من عمى البصيرة الداخلية. آية شفائه علمتهم ان الاعمى هو المبصر حقاً. والتفت يسوع الى تلاميذه وقال: " اما انتم، فطوبى لعيونكم التي ترى ولآذانكم التي تسمع " (متى13/16). العمى الحقيقي هو عمى الروح، منه يريد الرب يسوع ان يشفينا ، والبرهان هو آية شفاء الاعمى: بما انه يستطيع ان يعطي نوراً للعيون المنطفئة، يستطيع ايضاً ان ينير القلوب والعقول والضمائر المظلمة . كلنا عرضة لهذا العمى. الصوم الكبير هو زمن الشفاء من عمى الروح . الى كلمة الله " النور الحق الذي ينير كل انسان " (يو1/9)، نرفع صلاتنا: "أضىء علينا بنور وجهك، يا رب " ( مز4/7)، " فبنورك نرى نور الحقيقة يا يسوع النور"، وهكذا نصير، كما يقول بولس الرسول، " نوراً في الرب " و " ابناء النور" (افسس5/8).


الرب معنا في سرّ القربان ، لينير طريقنا بشخصه وكلامه ونعمته ومحبته، فنشهد له الشهادة الصحيحة في اقوالنا وافعالنا ومواقفنا. الرؤية الجديدة هي ان نرتفع بالايمان والعقل من المنظور والمسموع والمحسوس الى الحقيقة الموحاة، الى سرّ المسيح. فالايمان لا يستند الى الحواس، لان من يؤمن انما يؤمن بما لا يرى، كما يقول بولس الرسول: " "الايمان هو الوثوق بما نرجوه وتصديق ما لا نراه" (عبرانيين 11/1).


  2. العمى الروحي


" انتهره الناس ليسكت " (مر10/48).


صرخة الايمان والفهم التي أطلقها الاعمى باعلى صوته جابهها الناس، بعماهم الروحي، وانتهروه ليسكت. اما يسوع فقد سقطت هذه الصرخة في قلبه، " فتوقف وامر الناس ان يدعوه "، ليشفي عماهم الروحي بعلامة شفاء عمى الاعمى الحسي، فغيّروا موقفهم ولهجتهم وقالوا للاعمى: " تشجع ، قمْ . انه يدعوك ".


كلنا نُصاب بالعمى الروحي كل مرة نخالف وصية الله الاولى في الناموس: " احبب الرب الهك من كل قلبك وكل نفسك وكل فكرك وكل قوتك "(متى22/37؛لو10/27)، وفي الوصايا العشر: " انا هو الرب الهك لا يكن لك اله غيري . فالرب الهك تعبد واياه وحده تخدم " (متى4/10). بمخالفة هذه الوصية نقع في العمى الروحي.


نُصاب بالعمى الروحي، على صعيد الايمان، عندما لا نحافظ عليه ولا نغذيه بالتأمل في كلام الله والصلاة وبتعليم الكنيسة، ولا نرفض ما يتعارض معه. العمى الروحي هو الخطيئة ضد الايمان مثل: الشك الارادي برفض الاعتقاد بحقيقة موحاة من الله ومعروضة من الكنيسة لنؤمن بها، والشك غير الارادي بالتردد في الاعتقاد والخوف من غموضه؛ عدم الايمان أي اهمال الحقيقة الموحاة، او رفض قبولها عمداً ؛ البدعة او الهرطقة وهي انكار حقيقة ايمانية باصرار؛ الجحود (انكار الايمان) وهو الرفض الكامل للايمان المسيحي؛ الانشقاق أي رفض الشركة مع الكنيسة.


ونصاب بالعمى الروحي، على صعيد الرجاء، عندما نقع في اليأس الذي هو انقطاع الانسان عن ان يترجى من الله خلاصه الشخصي، وعونه، او مغفرة خطاياه. فاليأس خطيئة ضد رحمة الله وامانته لوعوده؛ وعندما نقع في الاعتداد المفرط بالنفس، بالامكانات الذاتية وبنيل الخلاص بدون العون الالهي، او الاعتداد بقدرة الله ورحمته التي لا تحتاج الى توبة الانسان لمغفرة خطاياه ، وبنيل المجد الابدي بدون استحقاق شخصي.


ونصاب بالعمى الروحي ، على صعيد المحبة ، عندما نعيش في اللامبالاة بالله ومحبته ورسومه ، او في تجاهل مبادرة المحبة الالهية وقوة الفداء ؛ في نكران الجميل بعدم مبادلة محبة الله بالمحبة والطاعة لارادته ؛ في الفتور أي التردد واهمال الاستجابة للمحبة الالهية ؛ في السأم او الكسل الروحي برفض الفرح الآتي من الله ، وعدم الاندهاش لجمال الله وعظائم اعماله ؛ في الحقد على الله بسبب الشر الموجود في العالم، وبسبب ان الله يحرّم الخطايا وينزل العقوبات[1].


هذا العمى الروحي يعطل الرؤية الانسانية والخلقية والاجتماعية، ويظهر في انحراف العلاقات مع الناس، وتدنّي الاخلاق، وفقدان الالتزام الاجتماعي الصحيح الرامي الى الخير العام، فتطغى الروح الاستهلاكية والاباحية والمنفعة الشخصية والفئوية على المستوى الخلقي والسياسي والاقتصادي والاعلامي. ويؤدي بنا الى عدم القدرة على قراءة علامات الازمنة، وقراءة الاحداث الخاصة والعامة ، الاجتماعية والوطنية . الدستور المجمعي "الكنيسة في عالم اليوم " يكشف لنا كيف نقوم بهذه القراءة ( الاعداد 4-10).


كلنا أعمى وبحاجة الى رؤية جديدة. وحده يسوع قادر ان يعطينا اياها: " انا نور العالم ، من يتبعني لا يمشي في الظلام، بل يجد نور الحياة " (يو8/12).


3. المعرفة والمسلك الخلقي


" وللوقت أبصر وانطلق معه في الطريق " (مر10/52).


هذا الشخص هو ذاك " الاعمى الذي كان يجلس يتسول على جانب الطريق" (مر10/46). عنه كتب بولس الرسول: " اختار الله ما هو جاهل في العالم ليخزي الحكماء، واختار ما هو حقير في العالم وغير موجود ، ليُبيد الموجود " (1كور1/27-28). اجل، اختار الله ما يحسبه العقل " جهالة " و " عثرة " ليكشف لنا تدبيره الخلاصي. هذا الاعمى، ببصيرته وشفائه، كشف للجمع حقيقة المسيح ورسالته .


أبصر الاعمى بعينيه بعد ان كان مبصراً بايمانه وعقله : آمن ففهم. توفرت عنده المعرفة بالايمان والمعرفة بالعقل. " يسوع الناصري" ليس بالنسبة اليه يسوع ابن يوسف النجار فقط بل هو " ابن داود" أي المسيح المنتظر الذي كتب عنه الانبياء. نقرأ في الرسالة العامة " الايمان والعقل " (14 ايلول1998): " لا يمكن الفصل بين العقل والايمان، بدون ان يفقد الانسان قدرته على ان يعرف ذاته ، ويعرف الله والعالم معرفة وافية. ان معرفة احوال العالم واحداث التاريخ معرفة راسخة لا تتم الاّ اذا رافقها اعلان ايماننا بالله الذي يعمل فيها. فالايمان يرهف النظر الباطن ويتيح للعقل ان يكتشف ،في سياق هذه الاحداث، ملامح العناية الالهية وحضورها الفاعل"[2].


وانطلق معه في الطري . بسبب معرفته ليسوع بالايمان والعقل، بدأ الاعمى، الذي شفي، مسلكاً خلقياً جديداً. ذلك انه وجد عند يسوع الجواب على الخير والشر، ولا شك في انه طرح ذاك السؤال الاساسي في حياة كل انسان، الذي وجهه الشاب الغني الى المسيح: "ايها المعلم الصالح ماذا اصنع من الصلاح لتكون لي الحياة الابدية " (متى19/16).


كل لقاء مع الرب يسوع يعطي الجواب الوحيد على هذا السؤال الذي يملاء رغبات قلب الانسان. ولذلك " اقام الله كنيسته لكي يتمكن البشر من تحقيق مثل هذا اللقاء بالمسيح, لانها هي تسعى الى هذا فقط: ان يجد المسيحَ كلُ انسان، لكي يكمل المسيح مسيرة الحياة معه"[3] .


زمن الصوم يتيح لنا ان " نعرف بالايمان سر المسيح " والتعليم الصحيح " (2طيمو 4/3) وشرف حالتنا الجديدة كابناء الله "، وان نسلك كما يليق ببشارة المسيح (فيليبي1/27). اننا بقبولنا الاسرار وبالصلاة ننال نعمة المسيح ومواهب روحه التي تهيئنا لهذه الحياة الجديدة "[4] ( تألق الحقيقة ، 5).


***

شفاء الاعمى   - البطريرك بشارة الراعي

 


ثانياً، الارشاد الرسولي: كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها- Verbum Domini


نتناول من هذا الارشاد الرسولي موضوع " الخطيئة كعدم سماع لكلمة الله" (الفقرة 26).


تكشف كلمة الله الخطيئة التي تسكن قلب الانسان. بارتكابها تنفصل الحرية عن الحوار مع الله الذي من اجله خلقنا. نجد في عهدي الكتاب المقدس القديم والجديد ان الخطيئة هي عدم سماع كلمة الله، وكسرُ للعهد، وانغلاق الذات عن الله الذي يدعو الى الشركة معه.


ويبيّن لنا الكتاب المقدس كيف ان خطيئة الانسان هي عصيان وعدم سماع. ان طاعة يسوع الجذرية حتى الموت على الصليب هي التي اسقطت قناع الخطيئة. بطاعته تمَّ العهد الجديد بين الله والانسان، واُعطينا امكانية المصالحة. فيسوع اُرسل من عند الآب ذبيحة تكفير عن خطايانا وخطايا العالم أجمع ( 1 يو 2: 2؛ 4: 10؛ عبرانيين 7: 27). وهكذا قُدمّت لنا امكانية الفداء مع بداية حياة جديدة بالمسيح.


امنا مريم العذراء الكلية القداسة هي مثال لنا وقدوة في سماع كلمة الله، هي التي بجواب " نعم" على كلمة الله وعلى رسالته تممت ملء الدعوة الالهية الموجّهة الى البشرية (الفقرتان 27 و28). في شخص مريم تمّ التبادل بين كلمة الله والايمان. من البشارة حتى العنصرة مريم تظهر لنا كامرأة ذات جهوزية كاملة لقبول ارادة الله، وسماع كلمته من دون شرط (لو 1: 38), وحفظ احداث حياة ابنها الكلمة في قلبها. مريم هي صورة الكنيسة في سماع كلمة الله التي فيها اصبحت بشراً، وهي رمز الانفتاح على الله وعلى الآخرين، ورمز السماع الفاعل الذي يتفاعل مع الكلمة الالهية بحيث تطبع حياة الانسان وتعطيها شكلها.


في نشيدها " تعظم نفسي الرب" مريم تتماهى مع الكلمة، وتعظم الله بكلمته اياها في نشيد الايمان الذي هو صورة نفسها المنسوجة من خيوط الكتاب المقدس، تلك الخيوط المأخوذة من كلمة الله.


ان العلاقة بين مريم ام الكلمة وام الايمان، تبيّن لنا كيف ان عمل الله في العالم يقتضي دائماً حريتنا، لان الكلمة الالهية المقبولة بايمان تحوّلنا من الداخل، وتعطي دفعاً لعملنا الرسولي والراعوي الذي يصبح تجسيداً للكلمة. يقول القديس امبروسيوس: " كما ان مريم وحدها اعطت جسداً للكلمة، كذلك كل واحد منا يعطي المسيح ثمرة لايمانه في سماع الكلمة والاحتفال بالاسرار.


***


ثالثاً، اتباع يسوع على درب صليبه


نسير وراء يسوع على درب الصليب، ونتطلع الى المعلق فوق الصليب فادياً بلغ ذروة حبه للانسان، كل انسان، لكي اذا نظرنا اليه بروح التوبة ننال الحياة الجديدة.


المرحلة الحادية عشر: يسوع مسمّر على الصليب


يسوع على الصليب يتمم رسالة الفداء، فيما الصالبون والحاضرون يسخرون منه ومن رسالته: " خلص الآخرين ولا يقدر ان يخلّص نفسه. اذا كان ابن الله، فلينزل عن الصليب لكي نؤمن به" (متى 27: 42-43). شعر يسوع بألم لا يوصف في قلبه، حتى انه صرخ: " الهي ، الهي، لماذا تركتني؟" ( مر15: 34). انه يتضامن معنا ومع كل الذين يختبرون المحن الكبيرة حتى الشعور بانهم منسيون من الله او متروكون، وربما يشكون بوجود الله. ابن الله، الذي شرب كأس المرارة حتى الثمالة والذي قام من بين الاموات، يدعونا بشخصه وحياته وموته لنثق بالله وبعنايته محبته.


المرحلة الثانية عشر: يسوع مائت على الصليب


عندما يموت شخص بعد آلام كثيرة، غالباً ما نقول بارتياح: " لقد انتهى من الآلم". ربما نقول هذا ايضاً عن يسوع. انها كلمات قصيرة وسطحية بالنسبة لموت ابن الله. لكن عند موت يسوع، انشق حجاب الهيكل من فوق الى اسفل، وحدثت علامات خارقة اخرى، حتى ان قائد المئة الذي كان يتولى الحراسة اعلن عن ايمان اذ قال: " بالحقيقة كان هذا ابن الله!" ( متى 27: 51-54). في الحقيقة لا يوجد سرٌ اكثر غموضاً من موت ابن الله المتحد بالله الآب والذي هو ينبوع الحياة وملئوها. ولكن لا شيء اكثر انارة، لان مجد الله يسطع، مجد محبته الكلية القدرة والرحمة. امام موت يسوع، جوابنا صمت العبادة. نسلّم نفوسنا اليه، نضمها بين يديه، سائلينه الاّ يفصلنا شيء عنه في حياتنا وفي مماتنا ( راجع روم 8: 38-39).


***


شفاء الاعمى   - البطريرك بشارة الراعي


صلاة


ايها الرب يسوع، في ختام مسيرة الصوم الكبير، نأتي اليك مثل الاعمى، ملتمسين من نورك الشفاء من العمى الروحي، والرؤية الجديدة لحياتنا وللتاريخ. اعطنا ان نراك من خلال الخلق واحداث حياتنا اليومية، لنحسن قرءاة العلامات التي تكشف لنا حضور الله الذي يرانا بعين محبته وعنايته ورحمته. واعطنا ان نعكس نورك في اعمالنا ومواقفنا وعلاقاتنا مع الآخرين. ويا مريم علمينا ان نسمع مثلك كلمة الله في القلب، ونجيب عليها بطاعة الايمان في كل ظروف حياتنا الحلوة والمرة، وان نقف مثلك امام صليب الألم بخضوع الارادة وثقة القلب، راجين بداية حياة جديدة، فنرفع المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد، آمين.


***

0 التعليقات:

إرسال تعليق