قصة فتاة الليل والرذيلة التي بكي الاسقف من اجلها فصارت قديسة

القديسة بيلاجية التائبة

سيرة وحياة القديسة بيلاجية التائبة

عاشت في إنطاكية في القرن الخامس لا همَّ لها إلا اقتناص الرجال لممارسة الرذيلة وكانت تسير في شوارع المدينة بموكب، تمتطي بغلًا أبيض وترتدي ثوبًا خليعًا وكانت تتزين بالجواهر الثمينة.
انعقد مجمع في إنطاكية فقال الأسقف نونيوس: " لقد سررت جداَ أن أرى بيلاجية، فقد بعثها الله درساَ لنا. إنها تبذل كل طاقتها لتحفظ جمالها وتمارس رقصاتها فتسر الناس، أما نحن فأقل غيرة منها في رعاية شعبنا والاهتمام بنفوسنا".
في الليل إذ دخل الأسقف مخدعه حزينا من أجل هذه المرأة التي يستخدمها العدو لغواية الكثيرين، فصار يبكي بمرارة لكي يحررها الله من هذا الأسر ويهبها خلاصًا. وفي الليل إذ نام حلم أنه يصلي (القداس الإلهي)، وإذا به يرتبك لًان طائرًا قبيح المنظر صار يحوم حول المذبح. وعندما صرف الشماس الموعوظين عند بدء قداس المؤمنين انطلق أيضًا الطائر، لكنه دخل إلى غرفة المعمودية عند باب الكنيسة، ثم غطس في المياه ليخرج حمامة بيضاء كالثلج انطلقت نحو السماء واختفت في الصباح،
وفي يوم الأحد، وقف الأب الأسقف يعظ عن الدينونة الرهيبة، و كانت بيلاجية حاضرة فشعرت كأن الله يوبخها، يرسل لها كلمة وعظ شخصية فبدأت تبكي بدموعٍ مرة، وبعد العظة انطلقت إلى الأسقف تسجد لله حتى الأرض وتطلب صلاة الأسقف عنها.

في اليوم الثامن من عمادها جاءت بكل ما تملكه وألقته عند قدميْ الأسقف نونيوس لتوزيعه على الفقراء ثم استبدلت الثوب الأبيض بمسوح، وتزيّت بزيّ رجل وانطلقت إلى أورشليم تحمل اسم "بيلاجوس". وهناك سكنت في مغارة تمارس حياة الوحدة في جبل الزيتون، فجذبت نفوس كثيرة إلى الله بصلاتها وصمتها.
لم يكتشف أحد أمرها إنما عرف الكثير فضائلها كراهب متوحد وبعد ثلاث أو أربع سنوات تنيحت، وإذ أرادوا تكفينها أدركوا أنها امرأة. عرف الأسقف نونيوس برقادها فأعلن بنفسه عن سيرتها، والحوار الذي دار بينه وبينها في لحظات توبتها، إذ كانت تلقب نفسها "بحر الشر"، "هاوية الدنس"، "جوهرة الشيطان وسلاحه".
(تنيحت حوالي عام 460 م