المشاركات
عظة البابا.. تاريخ من الروحانية
عاد البابا تواضروس الثانى، أمس، إلى عظة الأربعاء، بعد امتناعه عنها 5 أسابيع، ونيته التوقف لمدة 3 سنوات.
عاد البابا تواضروس الثانى، أمس، إلى عظة الأربعاء، بعد امتناعه عنها 5 أسابيع، ونيته التوقف لمدة 3 سنوات.
وكانت الكنيسة القبطية قد أعلنت، 4 أغسطس، عن عودة العظة بالأربعاء الأخير من أغسطس الحالى، اليوم، حيث إن توقف العظة لمدة 3 سنوات بسبب رسم أيقونات للكاتدرائية الكبرى بالعباسية، قرار غير مقبول لدى المسحيين، خصوصًا أن هناك أكثر من كنيسة وقاعة كبرى تصلح ليلقى فيها البابا عظته.
وبالنظر إلى تاريخ عظة الأربعاء، التى تعود إلى سنة 1964 حين بدأها البابا شنودة وجذبت العظة السامعين، يكشف لنا عن سر رفض الأقباط إيقاف العظة وإبداء اعتراضهم ضد قرار الإيقاف، ما أجبر الكنيسة على التراجع عن قرارها سريعًا.
تاريخيا.. بدأت العظة الأسبوعية فى قاعة صغيرة فى الكنيسة المرقسية بالأزبكية، وحضرها مجموعة من الشباب فقط، الذين أخبروا عائلاتهم عن هذا الأسقف، الأنبا شنودة، وعظاته المختلفة التى تخلو من المحسنات البديعية والسجع، واستمرت عظة الأنبا شنودة منذ أن أصبح أسقفًا، وحتى بعد أن اعتلى الكرسى البابوى سنة 1971، ليكون أول بطريرك يجتمع بشكل مباشر مع المسحيين أسبوعيًّا.
وكان الاجتماع يُعقَد يوم الجمعة حتى سنة 1985، حين حوِّل ليوم الأربعاء، تقليدًا لبابا الفاتيكان، وكانت العظة تبدأ بصلاة قصيرة، يليها فقرة الرد على الأسئلة والشكاوى، التى كان يرسلها الشعب بشكل مباشر للبابا، ثم العظة الدينية.
كما كان الاجتماع منبرًا للبابا شنودة لإرسال الرسائل التى يريد أن تصل للرأى العام بخصوص الأحداث التى يتعرض لها الأقباط، سواء بالتعليق أو التلميح أو التجاهل.
وأعد الأقباط يوم العظة موعدًا منتظرًا مع التعليم والفكاهة وأيضًا الإفتاء، فالبابا شنودة مثقف موسوعى يجيب على كل الأسئلة العقيدية والاجتماعية، واعتبر الأقباط أنفسهم يعيشون عصر العلم والتعليم، وانتظم الآلاف من عائلات الأقباط فى اجتماعاته، ونشطت مجموعة من الخدام أطلقت على نفسها وسائل الإيضاح، تقوم بتسجيل العظة على شرائط كاسيت لتبيعها فور الانتهاء منها أو اليوم الثانى على الأكثر، وفريق ثانٍ يقوم بجمعها على الآلة الكاتبة ليحولها إلى ملزمة، ليتم تجميعها فيما بعد وطبعها ككتاب بمطبعة الأنبا رويس.
وكان البابا يجيب على أسئلة الحضور وتصدر فى سلسلة كتب بعنوان سنوات مع أسئلة الناس، وكان للعظة فريق عمل متكامل وشجع ذلك البعض لإصدار شرائط أسئلة البابا شنودة وتأملات البابا، بل ونكت البابا تحت عنوان اضحك مع البابا شنودة، وحملت العظة أحيانا منحى سياسيًّا، كان أقواها، سنة 2000، عندما صدر الحكم ببراءة 90 متهمًا بقضية الكشح بعد مقتل 21 قبطيًّا، وبكى البابا شنودة الثالث وقال جملة واحدة "نترك الحكم لله"، وأيضًا دموعه بعد أحداث ماسبيرو، وغيرها.
وكانت تنظم الرحلات القبطية من الصعيد أو الوجه البحرى إلى العظة، وكان على رأس برامج الرحلات حضور عظة البابا شنودة، وبالرغم من انشغال البابا الشديد، فقد استمر فى إلقاء عظته الأسبوعية، وكان قداسته يرتب موعد عودته من الخارج فى ميعاد يتناسب مع إلقاء العظة لما تمثله من معنى وطنى وسياسى وروحى بلقاء الأقباط مع باباه فى محاضرة عامة ينهلون فيها من المنابع الروحية، ويجيب على أسئلتهم واستفساراتهم التى يبعثونها إليه، ولم يحدث أن اعتذر عن هذا اللقاء إلا إذا كانت ظروف قهرية.
وكان عدد الأقباط الذين واظبوا على حضور العظة يتراوح بين 6 و10 آلاف شخص، يتعلمون فيها أمور كتابهم المقدس وطقوس الكنيسة والسلوك المسيحى، وبلغ عدد العظات أكثر من 1500 عظة. كانت العظة نافذة لرأس الكنيسة وللأقباط، كما أن الصحافة كانت تترصدها.
وهنا السؤال.. ما فائدة استمرار العظة ما دام هناك بالفعل آلاف العظات والخطب الدينية المتوفرة على شرائط وسى دى ومازالت القنوات الفضائية تعيد خطب البابا شنودة؟ ونجد الإجابة فى حرص البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مثلًا على المقابلة العامة، مساء كل أربعاء، فى الفاتيكان وعظته، ومدتها 20 دقيقة، والتى يحرص نحو 200 ألف على حضورها من مختلف أنحاء العالم، فمازال الإنسان حريصًا على لقاء مرشده الروحى، والإنصات له، والحصول على إجابات فيما يخص الدين والروحانيات.
نقلا عن مبتدأ
وبالنظر إلى تاريخ عظة الأربعاء، التى تعود إلى سنة 1964 حين بدأها البابا شنودة وجذبت العظة السامعين، يكشف لنا عن سر رفض الأقباط إيقاف العظة وإبداء اعتراضهم ضد قرار الإيقاف، ما أجبر الكنيسة على التراجع عن قرارها سريعًا.
تاريخيا.. بدأت العظة الأسبوعية فى قاعة صغيرة فى الكنيسة المرقسية بالأزبكية، وحضرها مجموعة من الشباب فقط، الذين أخبروا عائلاتهم عن هذا الأسقف، الأنبا شنودة، وعظاته المختلفة التى تخلو من المحسنات البديعية والسجع، واستمرت عظة الأنبا شنودة منذ أن أصبح أسقفًا، وحتى بعد أن اعتلى الكرسى البابوى سنة 1971، ليكون أول بطريرك يجتمع بشكل مباشر مع المسحيين أسبوعيًّا.
وكان الاجتماع يُعقَد يوم الجمعة حتى سنة 1985، حين حوِّل ليوم الأربعاء، تقليدًا لبابا الفاتيكان، وكانت العظة تبدأ بصلاة قصيرة، يليها فقرة الرد على الأسئلة والشكاوى، التى كان يرسلها الشعب بشكل مباشر للبابا، ثم العظة الدينية.
كما كان الاجتماع منبرًا للبابا شنودة لإرسال الرسائل التى يريد أن تصل للرأى العام بخصوص الأحداث التى يتعرض لها الأقباط، سواء بالتعليق أو التلميح أو التجاهل.
وأعد الأقباط يوم العظة موعدًا منتظرًا مع التعليم والفكاهة وأيضًا الإفتاء، فالبابا شنودة مثقف موسوعى يجيب على كل الأسئلة العقيدية والاجتماعية، واعتبر الأقباط أنفسهم يعيشون عصر العلم والتعليم، وانتظم الآلاف من عائلات الأقباط فى اجتماعاته، ونشطت مجموعة من الخدام أطلقت على نفسها وسائل الإيضاح، تقوم بتسجيل العظة على شرائط كاسيت لتبيعها فور الانتهاء منها أو اليوم الثانى على الأكثر، وفريق ثانٍ يقوم بجمعها على الآلة الكاتبة ليحولها إلى ملزمة، ليتم تجميعها فيما بعد وطبعها ككتاب بمطبعة الأنبا رويس.
وكان البابا يجيب على أسئلة الحضور وتصدر فى سلسلة كتب بعنوان سنوات مع أسئلة الناس، وكان للعظة فريق عمل متكامل وشجع ذلك البعض لإصدار شرائط أسئلة البابا شنودة وتأملات البابا، بل ونكت البابا تحت عنوان اضحك مع البابا شنودة، وحملت العظة أحيانا منحى سياسيًّا، كان أقواها، سنة 2000، عندما صدر الحكم ببراءة 90 متهمًا بقضية الكشح بعد مقتل 21 قبطيًّا، وبكى البابا شنودة الثالث وقال جملة واحدة "نترك الحكم لله"، وأيضًا دموعه بعد أحداث ماسبيرو، وغيرها.
وكانت تنظم الرحلات القبطية من الصعيد أو الوجه البحرى إلى العظة، وكان على رأس برامج الرحلات حضور عظة البابا شنودة، وبالرغم من انشغال البابا الشديد، فقد استمر فى إلقاء عظته الأسبوعية، وكان قداسته يرتب موعد عودته من الخارج فى ميعاد يتناسب مع إلقاء العظة لما تمثله من معنى وطنى وسياسى وروحى بلقاء الأقباط مع باباه فى محاضرة عامة ينهلون فيها من المنابع الروحية، ويجيب على أسئلتهم واستفساراتهم التى يبعثونها إليه، ولم يحدث أن اعتذر عن هذا اللقاء إلا إذا كانت ظروف قهرية.
وكان عدد الأقباط الذين واظبوا على حضور العظة يتراوح بين 6 و10 آلاف شخص، يتعلمون فيها أمور كتابهم المقدس وطقوس الكنيسة والسلوك المسيحى، وبلغ عدد العظات أكثر من 1500 عظة. كانت العظة نافذة لرأس الكنيسة وللأقباط، كما أن الصحافة كانت تترصدها.
وهنا السؤال.. ما فائدة استمرار العظة ما دام هناك بالفعل آلاف العظات والخطب الدينية المتوفرة على شرائط وسى دى ومازالت القنوات الفضائية تعيد خطب البابا شنودة؟ ونجد الإجابة فى حرص البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مثلًا على المقابلة العامة، مساء كل أربعاء، فى الفاتيكان وعظته، ومدتها 20 دقيقة، والتى يحرص نحو 200 ألف على حضورها من مختلف أنحاء العالم، فمازال الإنسان حريصًا على لقاء مرشده الروحى، والإنصات له، والحصول على إجابات فيما يخص الدين والروحانيات.
نقلا عن مبتدأ
0 التعليقات:
إرسال تعليق