الظلام يبتلع العالم من الثامنة
في تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم السبت، سيغرق العالم فى الظلام لمدة ساعة واحدة، بعد أن تطفيء مئات الدول العربية والأوروبية الأنوار احتفالا بـ"ساعة الأرض"، وذلك لرفع الوعي بخطر التغير المناخي، ودعم كوكب الأرض. "ساعة الأرض" ليست مجرد عمل تطوعي يتمثل فى ساعة لإطفاء الأنوار والاستغناء عن كل الأجهزة غير الضرورية فقط، ولكنها حدث يبعث برسالة تضامنية تفاعلية تطلقها المجتمعات من خلال هذا التعبير الرمزي التوعوي، الذي يهدف إلى دعوة جميع سكان العالك للحفاظ على الطبيعة وحماية البيئة التي يعيشون بها. مبادرة "ساعة الأرض" نظمها الصندوق العالمي لحماية الطبيعة على مستوى العالم، كمبادرة بيئية عالمية حيث تشارك فيها آلاف المدن العالمية من خلال إطفاء الإنارة في تلك المدن وذلك فى أخر سبت من شهر مارس كل عام، بهدف دعم كوكب الأرض، من خلال زيادة الوعي بإنبعاثات الكربون التي يلقي العلماء باللوم عليها فى ارتفاع حرارة الكوكب، الأمر الذي يجعل حملة "ساعة الأرض" أكبر مبادرة عالمية تتصدى لظاهرة التغير المناخي. البداية كانت عند أكبر مركز اقتصادي وتجاري وثقافي بمدينة سيدني الأسترالية، عام 2007، فاستخدمت المطاعم شموعًا للإضاءة وأطفئت الأنوار في المنازل والمباني البارزة بما فيها دار الأوبرا وجسر هاربور وبعد نجاح الحمله ومشاركة 2.2 مليون شخص من سكان سيدني انضمت 400 مدينة لساعة الأرض 2008 منها أتلانتا وسان فرانسيسكو وبانكوك وأوتاوا ودبلن وفانكوفر وفينكس وكوبنهاجن ومانيلا وسوفا (عاصمة فيجي) وشيكاغو وتل أبيب وتورنتو وأيضًا مدن أسترالية مثل ملبورن وبيرث وبريزبين والعاصمة كانبيرا. وبالنسبة للدول العربية، فكانت دبي هي المدينة المشاركة الأولى عربيًا عام 2009 تبعتها الرياض عام 2010. حيث أطفئت أضواء بعض المباني البارزة مثل جسر جولدن جيت في سان فرانسيسكو وبرج سيرز في شيكاغو وملعب سولجر فيلد لكرة القدم وأيضا برج سي إن في تورنتو وبرج العرب في دبي وبرجي المملكة والفيصلية في الرياض. وبدأت المملكة العربية السعودية فى المشاركة فى "ساعة الأرض" منذ عام 2010، عن طريق إطفاء الأنوار في برج المملكة والفيصلية وعدد من الدوائر الحكومية. بينما شاركت مصر رسميا للمرة الأولى عام 2009، وانخفض استهلاك الكهرباء حينها نحو 50 ميجاوات تضاعفت فى العام التالى، مما يشير إلى تنامي الوعي لدى المواطنين بأهمية المشاركة الإيجابية فى هذا الحدث العالمي المهم. وقد تم إطفاء الأنوار خلال الأعوام الماضية فى 929 من المعالم الشهيرة حول العالم ومنها الأهرامات وأبو الهول ومعبد الأقصر ومكتبة الإسكندرية فى مصر، وقبة كنيسة القديس بطرس فى الفاتيكان، وبرج إيفل بباريس، ومبنى الأمبايرستيت فى نيويورك، ودار أوبرا سيدنى الشهيرة وجسر الميناء فى إستراليا، واستاد عش الطائر الشهير فى العاصمة الصينية بكين، وشارع فاوسان المالى الشهير بتايلاند. يشارك فى "ساعة الأرض" 7 آلاف مدينة عالمية فى أكثر من 150 دولة، بالإضافة إلى ملايين الأشخاص حول العالم. حيث تقوم العديد من الدول بالاحتفال بهذا الحدث العالمي عن طريق تقديم العروض باستخدام الملابس المضيئة او عن طريق المشي في المدينة بالشموع، وتقوم معظم الحكومات حول العالم بالمشاركة في هذه الساعة من خلال إطفاء الكهرباء ساعة كاملة عند الساعة الثامنة والنصف في المباني الرسمية، كما يشارك الأفراد كذلك بإطفاء بعض من الكهرباء والانوار لمدة ساعة كاملة أيضا. من جانبه، أوضح الدكتور خالد فهمي، وزير الدولة لشئون البيئة فى مصر، أن الهدف من إطفاء الأنوار ليس فقط هو ترشيد استهلاك الطاقة لمدة ساعة ولكن الهدف الأساسي هو توحيد الشعوب في مهمة حماية الكوكب بحيث يكون كل فرد في العالم جزء من تلك المهمة وقامت وزارة البيئة بمخاطبة محافظات القاهرة والجيزة والأقصر لإطفاء الأنوار بالمعالم الثقافية والسياحية بها للمشاركة في هذا الحدث العالمي الهام.
الدستور الاصلى
0 التعليقات:
إرسال تعليق