مشاركة مميزة

خبر هام جدااا جداااا لكل متابعي مدونتنا

نعتذر عن توقف النشر بهذة المدونة و يمكنكم متابعتنا علي مدونتنا الاخري  اضغط علي الصورة للوصول للمدونة الاخري ونتمني اشتراككم فيها ...

الخميس، 5 مارس 2015

حرق البشر بين داعش والكتاب المقدس

حرق البشر بين داعش والكتاب المقدس


حرق البشر بين داعش والكتاب المقدس

حرق البشر بين داعش والكتاب المقدس

حرق البشر بين داعش والكتاب المقدس

مينا فوزى

-هُناك قِصة فى الفلكلور المِصرى تقول إنه فى عِصر الدولة العِباسية,كان هُناك رجُل بسيط الفِكر ذِهب إلى قاضى القضاة آنذاك "القاضى الأخنائى"[1].وحِدثه إنه يِخشاه الخِشية الكاملة,وإذا سأله القاضى عن السببت,قال له لإنك حِكمت على فلان وفلان بشويهم على نار هادئة إذ قضيت بربطهم على خشبة توقد تحتها نار ويدار الجسد فوقها كما يدار جسد الخروف,حتى وفتهم المنية,فأبتسم القاضى قائلاً:ـوأى ذنب فعلت أيها الكركوب-أى العجوز الغير قادر على السير -لكى أفعل بك هكذا؟فأجابه بسرعة لا شئ,فأجابه القاضى:ـ(فلا تخشانى لأنك لم تفعل ما يدفعنى لمُعاقبتك).

-فالقصة هُناك نِفس قصة المُشكِك,إذ يدين الكتاب المقدس لأنه قال[ وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ]. (سفر اللاويين 21: 9)فالمُشِكك ينقد وينقض النص فقط لأنه قال"إذا",ووجب عليه النقد" إذا"تِم تنفيذ تِلك العقوبة فى ابنه الكاهن,وعدم تنفيذ العقوبة لا يُفيد نسخ النص-أى الإلغاء-بل دليل قوة على مخافة بيت الكاهن من العقوبة لذا فلم يقع بيت الكاهن تحت تِلك العقوبة.

-أى إن الله قال"إذا زِنت إبنه الكاهن تُحرِق"و"إذا لم تخطئ فلا عقوبة عليها"فالعقوبة موضوعة لكى يخشى الزانى,من أن يقع فى الخطية فيتم تنفيذ فيه الحُكم,والعجيب إن هؤلاء النُقاد لم يأت آى منهم بواقعة تاريخية فى التاريخ اليهودى تقول إن تلك العقوبة تمت تنفيذها.ونتمنى أن يأتوا لنا بواقعة تاريخية...

-ومِثال أخر هو فى القانون المِصرى إذ نِجده فى المادة"86"مكرر"أ" ينص التالى:ـ

{تكون عقوبة الجريمة المنصوص عليها في الفقرة الأولى من المادة السابقة الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة، إذا كان الإرهاب من الوسائل التي تستخدم في تحقيق أو تنفيذ الأغراض التي تدعو إليها الجمعية أو الهيئة أو المنظمة أو الجماعة أو العصابة المذكورة في هذه الفقرة، ويعاقب بذات العقوبة كل من أمدها بأسلحة، أو ذخائر أو مفرقعات، أو مهمات أو آلات أو أموال أو معلومات مع عمله بما تدعو إليه وبوسائلها في تحقيق أو تنفيذ ذلك}[2].
-وفى مُستَهَلّ الحديث نُدرك إن العقوبة المنصوص عليها أى"الإعِدام أو الأشِغَال"تُنفِذ إِذاَ قِام البعض بأى عمليات إرهابية تِتبع جمعية أو هيئة...إلخ,ونفس العِقوبة على من ساعدهم,وماذا لو لم تِكُن هُناك أى جماعة إرهابية فى الوِطن؟!,ولا يوجد من يِمِد يد العونة بالأسِلِحة؟؟هل تُنفذ العقوبة؟وإذا قولنا "نعم"تُنفِذ ففى من تُنفِذ؟.

-فالنص الوارد فى"سِفر اللاويين"هو نص قانون خاص بدولة إسرائيل,وعندما أقول "نِص خَاص"فالخصوصية تِشمل الوِقت الذى ستنفذ فيه العقوبة,فإذا فهنا خلفية السِفر الحضارية والتاريخية,لفهمنا قصده وأدركنا الغرض من قول الرب.

-ففى نفس السفر [2:19]نجده يقول لموسى:ـ{كَلِّمْ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلهُكُمْ}فنِفهم إن الله له غرض هام وهو"تقديس الشعب"ومعنى التقديس أى الكِف عن الخطية,والبدء فى طريق الأعمال الصالحة,فحتى العمل الصالح هو دعوة إلهية للإنسان,يُنفذها الإنسان بمعونة الله له,ولكن ماذا لو لم يسمع الإنسان لدعوات الله للسير فى العمل الصالح؟!.

-وسِفر اللاويين هو سِفر موجه إلى اللاويين الكهنة,فهو سِفر طقسى بالدرجة الأولى,وفيه يتضح رغبة الله أن يقترب بنى إسرائيل إليه كالساكن فى قدس الأقداس[3].وكيف يقترب الشعب إلى الله وهُم ساقطون فى الخطية؟؟فنجد خطايا كثيرة للشعب فى سفر الخروج السابق لهذا السفر.

-فالرب يقول لهم "تقدسو"عيشو أعمال الخير,لهذا نجد السيد الرب فى (لاويين21)يقول:ـ{ كَلِّمْ الْكَهَنَةَ بَنِي هَارُونَ وَقُلْ لَهُمْ: لاَ يَتَنَجَّسْ أَحَدٌ مِنْكُمْ}ونجد الرب يبداء فى خِطة تقديس الشعب بوضع بعض الوصايا مثل لا تِمس ميت,ونجد كلمات مثل{لا يتنجس,مقدسيين يكونون لإلههم,لا يدنسون إسم إلههم,مقدس لإلهه,مقدساً يكون}[لا21::1-9]فالرب يوضح رغبته اذ يقول{مُقدساً يكون عندك لآنى قدوس}[لا8:21].

-والمُلخص إن الله يُطهر شعبه من خطاياهم ,ويحِصنهم من الخطايا التى رُبما يقعون فيها,ومن النقطة الآخير نفهم قصد السيد الرب من قوله:ـ { وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.}فالتحصين والحماية ظاهرة لمن يشاء أن يرى,فهو يقول"إذا"يقول"لو"وهنا نجد عقوبة شديدة للغاية,وهيا الحرق,والأمر الهام هو لِماذا يُغِلظ الرب العقوبة؟ولماذا يُغِلِظ المُشرِع العقوبة فى قوانين الدِوِل؟؟,ألِيس رغبة فى التقليل من الجريمة التى تستوجب العقوبة؟أليس للحد منها,ورغبة منه منعها؟!هذا هو قصد وغرض الرب فى سفر اللاويين أن يرى الشخص الخاطئ العقوبة فيخشى ويكُف عن إتمام الخطية ,فـلا يُخطئ أحد ويقع فى عقوبة الزنا.

-وإذا لم يخشى الخاطئ من هِول العقوبة ووقع في الزِنا فوجب رِجمه,ولكن هُنا لم تُستخدم عقوبة الرِجم,لأن مُرتكِبها "إبنة كاهن" نشأت فى بيت يتميز بالخُلُق,لِذا فوِجب تغليِظَ العقوبة,لِذا فيقول القديس كيرلس الكبير:ـ[فى حالة عائلة الكاهن تزداد العقوبة,لان كل من أعطى كثيراً يُطلب منه الكثير] [4].

-ونقطة هامة آُخرى وهيا كما أوضحت سالفاً إن العقوبة هِيا عقوبة خاصة ,والخصوصية تِشِمِل من يِتم فيه تِلك العقوبة,فذات النص خِصص الجماعة التى يُنفِذ فيها العقوبة,إذ يقول:ـ{وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ}فالتخصيص هو لـ[بنات الكاهن],فلا يِحق للمُشكك أن يُعِمِمِ عقوبة خاصة.

-ونِختم بسؤال هام,وهو [من هو الذى سِيُنِفِذ تِلك العقوبة فى الزانية؟؟]فهناك شخصيين فقط هم المُنوِط لهم بتنفيذ العِقوبة وهُم[الكاهن,أو الرئيس]وفى حالتنا هُناك نجد إن الحديث موجه إلى[ الكهنة بنى هارون][لا1:21]فمن سيُنِفذ العقوبة هو الكاهن والِد الإبنة الزانية,فالكاهن هُنا هو الحَاكِم والمُنِفِذ,وهذا يِدُل على إن رِغَبة الكاهن هيا من نفس رغبة السيد الرب,أى التقديس وحياة البِر وحياة الأعمال الصالحة.

يتبع بنعمة الرب..
مينا فوزى

[1]هو هو إبراهيم بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عيسى ابن بدران السعدي وكان قاضى عادل فى أيام الدولة العباسية 750ه ,وكان يتبع المذهب الشافعىِ ثم تحول إلى المالكىِ وكان له كُتب فى نقد ابن تيمية راجع"الأعلام ج1,ص63".
[2] تعليقات أ.د مصطفى محمد على قانون العقوبات المادة"86"القسم العام.من كتاب قانون العقوبات,دار النهضة العربية2009,جامعة الإسكندرية.
[3] مقدمة سفر اللاويين-متى هنرى.
[4] راجع القمص تادرس يعقوب –تفسير سفر اللاويين ص212.

0 التعليقات:

إرسال تعليق