مشاركة مميزة

خبر هام جدااا جداااا لكل متابعي مدونتنا

نعتذر عن توقف النشر بهذة المدونة و يمكنكم متابعتنا علي مدونتنا الاخري  اضغط علي الصورة للوصول للمدونة الاخري ونتمني اشتراككم فيها ...

الأربعاء، 20 مايو 2015

سيرة وحياة القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك وشاهد الصدفة العجيبة هذا العام لذكري نياحتة

سيرة وحياة القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك

سيرة وحياة القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك




( وبالصدفه غدا الخميس 21مايو 13 بشنس هو نفس يوم وتاريخ نياحة هذا القديس العظيم
  حيث انه تنيح
 يوم خميس
13 بشنس
21 مايو)

سيرة وحياة القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك


البداية

ولد الأنبا أرسانيوس Saint Arsenius the Great بروما، حوالي عام 350 م. وقد كان أبواه مسيحيين تقيين، وكانوا أغنياء جدًا.. فعلماه علوم الكنيسة ورسماه شماسًا.  وقد نال من الثقافة اليونانية قسطًا وافرًا، ومن الفضيلة المسيحية درجة كاملة..



معلم أولاد الملوك

وفي يوم من الأيام، طلب الملك "ثاؤدوسيوس" الكبير رجلًا حكيمًا صالحًا ليُعَلِّم ولديه "أنوريوس" و"أركاديوس"، فلم يجد أفضل منه. فعلَّمهما وأدَّبهُما بما يتفق مع غزارة عِلمه.



الطريق إلى مصر.. إلى القداسة

كان الأنبا أرسانيوس يطلب دائمًا من الله بدموع قائلًا: "عَرِّفْني يا رب كيف أخلص..؟!". فجاءه يومًا صوت يقول له: "أرساني.. أرساني.. اهرب من الناس؛ وأنت تخلص."

وقد كان في حوالي الأربعين من عمره حين ترك روما -سِرًّا- بكل عظمتها، تارِكًا وراءه ممتلكاته الكبيرة.. اسمه.. مركزه.. وبالإجمال، كــل شيء، كل حياته السابقة، وأتي إلى الإسكندرية، بمصر، ومنها إلى برية شيهيت.



حياته الرهبانية الأولى

بدأ القديس حياته الرهبانية بميل شديد للتعليم.

 * وحدث أنه كان يعرض أفكاره على راهب بسيط، فتعجَّب منه أحد الرهبان وقال له: "يا أبتاه أرسانيوس، كيف –وأنت المُتَأدِّب بالرومية واليونانية- تحتاج إلى أن تسأل هذا المصري الأمّي عن أفكارك؟!".

فأجاب الأنبا أرسانيوس، بتواضع حق: "أما الأدب الرومي واليوناني فإني عارف به جيدًا، أما "ألفا" و"بيتا" التي أحسنها هذا المصري، فإني إلى الآن لم أتعلَّمها..!" (وكان يقصد طريق الفضيلة).



التعلُّم

وقد قيل عن الأنبا أرسانيوس أنه كان ذكيًا جدًا وفطن، فلم يكن محتاجًا لإرشاد مباشر، بل كان يتعلَّم من كل حدث يحدث.

 * إنه من غير المعتاد أن ينتقي الرهبان الفول الصالح من ذلك الذي أكله السوس.. وقد جلس الأنبا أرسانيوس في أحد الأيام يأكل الفول مع أخوته الرهبان، وكان ينتقي لنفسه الفول الأبيض أثناء تناول الطعام. ولما لاحظ ذلك رئيس الدير، لم يعجبه ذلك الأمر.. فقرر أن يُلَقِّن الأنبا أرسانيوس درسًا.

فاختار أحد الأخوة الرهبان، واستأذنه قائلًا: "احتمل ما سأفعله بك من أجل الرب.. اجلس بجانب أرسانيوس ونقّي الفول الأبيض وكُله." فعمل الأخ كما أمره رئيس الدير، فأتي الرئيس إليه ولطمه قائلًا: "كيف تُنَقِّي الفول الأبيض لنفسك، وتترك الأبيض لأخوتك؟!!".

فصنع الأنبا أرسانيوس ميطانية للرئيس وللأخوة قائلًا لذلك الراهب: "إن هذه اللطمة ليست لك، ولكنها موجهة لخد أرسانيوس." وأردف قائلًا: "هوّذا أرسانيوس معلم أولاد الملوك، لا يعرف كيف يأكل الفول مع رهبان إسقيط مصر!!"



بعض القصص الأخرى عن الأنبا أرسانيوس

* جاء رسول من روما يحمل وصية أحد أقربائه المتوفين، يهبه فيها كل ما تركه. فسأل الأنبا أرسانيوس الرسول:

- "متى مات هذا الرجل؟"

- "منذ سنة."

- "وأنا مت منذ إحدى عشرة سنة، والميت لا يَرِث ميَّتًا!!".

 * ولقد كان معتادًا أن يطرد حرب الشياطين بالصلاة الكثيرة.. لذا، جاءته الشياطين يومًا ما في شكل ملائكة، يباركونه لقداسته وإصراره (حتى يقع في خطية الكبرياء). ولكنه صرخ إلى الله: "اللهم التفت إلى معونتي، يا رب أسرع وأعنّي، ليخز ويخجل طالبوا نفسي، وليرتد إلى الخلف ويخجل مَنْ يريدون لي الشر..

"وأنت أيها السيد، فلا تخذلني، فإني ما صنعت لديك خيرًا قط، بل أعطني يا رب بكثرة صلاحك أن أحفظ وصاياك، وأبدأ في عمل إرادتك."

وعندما نطق بهذه الكلمات هربت الشياطين وصارت كالدخان. وقد كان الأنبا أرسانيوس دائم الطلبة إلي الله ليريه الطريق الصحيح، فسمع نفس الصوت القديم مرة أخرى: "يا أرسانيوس.. الزم الهدوء والبُعد عن الناس والصمت، وأنت تخلص."

# وقد كان دائم التذكير لنفسه قائلًا: "أرساني.. أرساني.. تأمَّل فينا خرجت لأجله." لئلا يفقد الطريق، ولا ينحرف عن الطريق الصعب..

# وقد كان نظامه اليومي كالآتي:

+ كان يبدأ الصلاة مع شروق الشمس

+ ثم يعمل في ضفر الخوص حتى السادسة

+ ثم يقرأ حتى التاسعة


+ ثم إلى الصلاة..

 * وكان أيام الآحاد وفي الأعياد مُعتادًا أن يبدأ في الصلاة وقت الغروب معطيًا ظهره للشمس، ويرفع يديه حتى تشرق الشمس مرة أخرى في وجهه!!!

 * زارته مرة إحدى شريفات روما عندما بلغها خبر تقواه، وبعد أن جلست معه مدة، طلبت منه أن يذكرها في صلاته. فأجابها: "أرجو الله أن يمحو ذكراك من عقلي!".

فرجعت متأثرة وشكت للبابا ثاؤفيلس محتجة على هذا الكلام، فأفهمها البابا قصده وهو: خوفه من ذِكراها قد يستخدمها الشيطان وسيلة لمحاربته.

 * وقد كان حَذِرًا جدًا من الكلام، ولما سُئِلَ عن السبب أجاب:

"كثيرًا ما تكلَّمت وندمت، أما عن الصمت فلم أندم قط."



* كان الأنبا أرسانيوس متضعًا جدًا، وكان يأكل مما كان يحصل عليه من بيع صنع يديه (ضفر الخوص)، ويعطي باقي المال للفقراء.

وكان دائم البكاء (على خطاياه...)، وكان معتادًا أن يقف خلف عمود في الكنيسة يبكي، لدرجة أنه تكوّن خط صغير جراء من دموعه! وبدأت رموشه تسقط من كثرة البكاء!!

(ملحوظة: لا يزال ذلك العمود موجودًا هنا في مصر، بدير البرموس).

* قيل عن أنبا أرسانيوس أنه حين كان في العالم كان رداؤه أنعم من أي إنسان آخر، وحين عاش في الإسقيط كان رداؤه أحقر من الجميع.

* على المرء أن يبلل الخوص عند ضفره حتى يصبح لينًا بدرجة كافية. ويجب أن يتم تغيير الماء بطريقة منتظمة، ولكن كان الأنبا أرسانيوس يغيِّر الماء مرة واحدة كل عام فقط! وعندما كان ينقص الماء، كان يضيف عليه ماء فوق الماء العَفِن (كنوع من التقشف!).

وحدث أن زاره الأب مقاريوس الإسكندري، ولما سأله عن ذلك أجاب: "الحق إني لا أستطيع أن أطيق تلك الرائحة، لكني أكلف نفسي باحتمال هذه الروائح الكريهة عوض الروائح الذكية التي تلذذت بها في العالم!".

* وقد أخبر أولاده رؤيا رآها راهب آخر:

"في يوم من الأيام، بينما كان راهب شيخ جالسًا في قلايته، سمع صوتًا يقول له: "هلم خارجًا، فأُريك أعمال الناس."

"فعندما خرج، رأى رجلًا أسود يقطع الحطب، وعندما بدأ يرفعه، لم يستطِع. وبدلًا من أن يقلل الحِمل، بدأ يزيد عليه!! فلم يستطِع حمله مرة أخرى، وهكذا..!

"فمشى الراهب قليلًا، ورأى رجلًا آخر بجانب بئر، يخرج الماء من البئر، ويصبّه في قدرٍ مقطوع، لذا لم يمتلئ القدر أبدًا!!

"ثم رأى ثانية اثنين من الفرسان يحملان عمودًا معًا، كلٍ من جانبه، وعندما جاءا إلى الباب، لم يَتَّضِع أحدهما ليذهب للخلف وراء صديقه حتى يُدخِلا العمود بالطول، فبقيا خارِجًا!!!"

ثم بدأ الأنبا أرسانيوس في شرح تلك الرؤيا:

+ الحطَّاب هو مثل رجل ملئ بالخطايا، فبدلًا من أن يتوب عنها، يزيد عليها!

+ والرجل الذي يحاول ملء القدر، هو مَن يعطي تبرعات من ظلم الآخرين، لذا فأجرته تضيع!!

+ وحاملي العمود هم مثل حاملي نير سيدنا يسوع المسيح، بدون تواضع، لذا فيبقيان خارج ملكوت الله!!!

* حدث مرة أن جاء أخ غريب (ومعه راهب من داخل الدير) إلى الإسقيط ليبصر الأنبا أرسانيوس، فلما قرع الباب فتح له فدخل وصليا معًا وبقى الأنبا أرسانيوس صامتًاُ طوال الوقت.. حتى تضايق الأخ ومشى..

وفي طريق العودة أخذه الراهب الذي من الدير إلى قلاية الأنبا موسى الأسود (الذي كان لصًا). فلما أتي إليه قابلهم بالترحاب وبفرح، وتحدث معه وأطعمه.

فقال له الأخ الذي أرشده: "ها قد أريتك اليوناني والمصري، فمن من الإثنين قد أرضاك؟!" فأخبره الغريب بأنه يفضِّل المصري أكثر.

فلما سمع أحد الأخوة ذلك صلّى إلى الله قائلًا: "يا رب اكشف لي هذا الأمر: فإن قومًا يهربون من الناس من أجل اسمك، وقومًا يقبلونهم من أجل اسمك أيضًا؟!!!" وألحّ في الصلاة والطلبة فتراءت له سفينتان عظيمتان في لجة البحر. ورأى في أحدهما الأنبا أرسانيوس وهو يسير سيرًا هادئًا وروح الله معه.. ورأى في الأخرى الأنبا موسى وملائكة الله معه وهم يطعمونه شهد العسل.



أيامه الأخيرة

ولما كبر الأنبا أرسانيوس، ووصل لحوالي 97 عامًا، وكان ذلك في وقت الصوم المقدس، فذهب إلى حجرته الخاصة ليبقى فيها تلك الأربعين يومًا، يأكل القليل كل ثلاثة أيام..

وبينما هو يصلي ويتأمَّل، كانت الشياطين تغضب جدًا بسبب ذلك، وأرادوا دخول حجرته، ولم يستطِعوا لأنه كان يصلي، لذا بدأوا يعملون ضوضاء عظيمة خارج القلاية ليزعجوه، ولكنه انتهرهم قائلًا: "لماذا تصنعون هذه الضوضاء يا أعداء الحق؟! إذا "أُعطيتم القوة، فتعالوا.. ادخلوا.. وإلا فاذهبوا بعيدًا.. أنا عبد يسوع المسيح الذي دمَّر كل قوّتكم." ولما قال ذلك ذهبوا خائبين.

وبعد ذلك زارته العناية الإلهية، فبدأ يدرس الكتاب المقدس أكثر، ويصلي أكثر، ويبكي.. وزاره تلاميذه يوم سبت لعازر، ففتح لهم وتحدث معهم..

ولما علم بقرب وقت نياحته، خرج لزيارة تلاميذه كالعادة، وقال لهم: "يا أبنائي.. ليكن معلومًا عندكم أن وقت انتقالي قد قرب، وأنا أنصحكم بألاّ تهتموا بأي شيء سوى خلاص أنفسكم." وكانت دموعه تسيل.. لذا فقد بكى الجميع، وودّعوه..

وبعد سبعة أيام، بدأ يبكي قائلًا لهم أن ساعته قد جاءت.. ولكنهم دهشوا جدًا للخوف الذي استحوذ عليه وسألوه: "هل مثل أرسانيوس يهاب بالموت؟!!" فأجابهم: "الحق أقول لكم، إن خوف هذه الساعة معي منذ دخلت في سلك الرهبنة."

ثم رسم الصليب على جسده، وعاد السلام لوجهه، وتنيَّح.

وبعد ذلك ظهر عمود نور عظيم في كل المكان، وأشرق وجهه.. وعلم بعد ذلك الجميع بموته، وجاء الكثيرين (رهبانًا وعلمانيين) ليتباركوا بجسده، وحدثت معجزات شفاء كثيرة.

وقد تنيَّح الأنبا أرسانيوس في 13 بشنس، (يوم الخميس الموافق21 مايو 445م.)

0 التعليقات:

إرسال تعليق