يروي قداسة البابا شنودة قصة الزيارة الشائكة لأمريكا عام 1977 والتي أغضبت منه الرئيس السادات
شاهدوا سر غضب السادات من البابا شنودة الثالث وشاهدوا الفرق بين بطريرك الاقباط وبين الاخوان اعداء مصر
في أعقاب زيارة السادات لأمريكا، وجهت لي الإدارة الأمريكية دعوة من خلال الأنبا صموئيل مسئول العلاقات الدولية في الكنيسة لزيارة أمريكا، وتحدد موعدها على أن تكون يوم 14 أبريل 1977 أي بعد زيارة الرئيس السادات لأمريكا بشهر تقريبا
وحدث أن سافرت فوجدت استقبالا عظيما من المصريين المسيحيين المقيمين في أمريكا وكان من المقرر وفق جدول الزيارة أن ألتقي جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الجديد آنذاك ..
إلا أنني كنت غير مرتاح لطلب الإدارة الأمريكية لقائي الرئيس الأمريكي، خاصة أنها المرة الأولي في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية التي يلتقي بطريركها رئيساً أمريكياً.
كانت الساحة السياسية كانت تشهد حراكا شديداً على المستويين الإقليمي والدولي خصوصا في العلاقات المصرية الأمريكية
فطلبت مرافقة السفير أشرف غربال سفير مصر في واشنطن في زيارتي للبيت الأبيض ليكون شاهدا على ما سيدور في اللقاء فلا يساء فهم وتفسير ما سيحدث فيه من الرأي العام الداخلي
لاسيما أن الإعلام الرسمي أخذ يشن هجوما شديداً علي نشاط أقباط المهجر واتهمهم بالخيانة والعمالة وتشويه صورة مصر في الخارج.
التقيت الرئيس الأمريكي لمدة نصف ساعة في وجود السفير المصري والأنبا صموئيل استفسر خلالها الرائيس كارتر عن أوجه نشاط الكنيسة القبطية التي كان مهتمًا بها وتاريخها وآثارها القديمة
كما تحدث عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر
وقدمت له أيقونة ذات ثلاثة جوانب على أحدها تظهر القديسة مريم وعلى الجانب الثاني تعميد المسيح وعلي الثالث تظهر قيامة المسيح
إلا أنني فوجئت بالرئيس الأمريكي يقول أمام مندوبي الصحافة والتليفزيون في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء إنه يعرف أن عدد الأقباط في مصر بلغ 7 ملايين وهذا هو الرقم الصحيح لتعداد الأقباط في مصر الصادر عن الكنيسة بينما تعداد الدولة كان مليونين وثلث المليون نسمة
وفي الجلسة المغلقة التي أعقبت المؤتمر الصحفي وجه الرئيس الأمريكي عدة أسئلة حول الكنيسة القبطية، وعن رأيي في موضوع القدس لأنه يعرف أن الكنيسة القبطية لها رأي في المشاكل السياسية لاسيما الصراع العربي الإسرائيلي
وكان الرئيس الأمريكي يريد من كل ذلك، استدراج الكنيسة القبطية إلى موقف ملائم من وجهة النظر الأمريكية في مشاكل الصراع العربي الإسرائيلي
فقلت له إن اليهود ليسوا شعب الله المختار في الوقت الحاضر، وإلا ماذا نسمي الكنيسة المسيحية؟
فإذا كنا نعتقد أنهم شعب الله المختار فمعني ذلك أنن المسيحيين لسنا مختارين من الله بالمرةأما عن المشاكل السياسية أما التفاصيل فهي متروكة لرجال السياسة
ويبدو أن الرئيس السادات لم يلتفت لتفاصيل ما دار في اللقاء لانة كان لا يريد اى اتصال بين الإدارة الأمريكية وقيادة الكنيسة القبطية من الأساس
0 التعليقات:
إرسال تعليق