مشاركة مميزة

خبر هام جدااا جداااا لكل متابعي مدونتنا

نعتذر عن توقف النشر بهذة المدونة و يمكنكم متابعتنا علي مدونتنا الاخري  اضغط علي الصورة للوصول للمدونة الاخري ونتمني اشتراككم فيها ...

السبت، 1 أغسطس 2015

نياحة القديس بلامون أب الرهبان

نياحة القديس بلامون أب الرهبان


http://dobara2013.blogspot.com



في مثل هذا اليوم من سنة 316 م تنيح القديس أنبا بلامون السائح كان سائحا في الجبل الشرقي في بلدة القصر والصياد من أعمال مركز نجع جمادى بمحافظة قنا . وقد تعب الشيطان فيما نصبه لهذا الأب من الشراك فلم يقدر عليه حتى اضطر هذا الشرير أن ينتهز فرصة أخرى لينصب له فخأخه ففي أحد الأيام قام رجل الله أنبا بلامون وحمل عمله القليل الذي أعده واتجه نحو ريف مصر . وبينما كان يمشي في الطريق وهو يبكي على خطاياه أضله عد والخير في الجبل فظل سبعة أيام حتى قارب الموت من الجوع والعطش وقد كان الوقت صيفا . وأخيرا وقع على الأرض مغشيا عليه يطلب الموت . فأراد الله محب البشر أن لا يترك عبده أنبا بلامون يقع فريسة للشيطان فأمره بتركه ولما أدرك الشيخ ذلك صرخ قائلا : " يا ربي يسوع المسيح أعني " وللوقت سمع صوتا يقول له لا تخف فان العد ولا يقدر أن يقوى عليك . قم وامش قليلا إلى القبلي فانك تجد شيخا راهبا صديقا اسمه أنبا تلاصون وهو في قلعة وأعلمه بكل شيء جرى لك من الشيطان وبالخطية العظيمة التي جربك بها في عهد صباك وهو يصلي من أجلك فتغفر لك كل خطاياك حينئذ قام الطوباوي أنبا بلامون وحمل عمل يده القليل وسار في الجبل وهو يتلو المزمور الثالث والخمسين قائلا : الهم باسمك خلصني وبقوتك احكم لي اسمع يارب صلاتي وأنصت إلى كلام فمي فان الغرباء قد قاموا على وجماعة الأقوياء طلبوا نفسي لم يجعلوا الله أمامهم فهوذا الله معين لي ، الرب ناصر نفسي يرد الشر على أعدائي بحقك استأصلهم فاذبح لك طائع ، واعترف لاسمك يارب فانه صالح لأنك من كل حزن نجيتني وبأعدائي نظرت عيناي ثم قال أيضا : يقوم الله يتبدد جميع أعدائه ويهرب مبغضوه من أمام وجهه كما يباد الدخان يبادون ، كما يذوب الشمع أمام وجه النار . كذلك تهلك الخطاة أمام الله والصديقون يفرحون يتهللون أمام الله ويتنعمون بالسرور " ولم يفتر عن الصلاة حتى هداه الله إلى مكان الشيخ . 
فلما نظره أنبا تلاصون فرح جدا وحياه وأمسكه وأصعده على الصخرة ثم صليا وجلسا يتحدثان بعظائم الله وقد استقصى منه أنبا تلاصون عن كيفية معرفته الطريق حتى جاء إليه ليفتقده في هذه البرية حينئذ بدأ القديس أنبا بلامون يبكي وسجد قائلا اغفر لي يا أبي الحبيب القديس فقال له أنبا تلاصون : الرب يسوع المسيح يغفر لنا جميعا كل زلاتنا . فأجابه الشيخ البار أنبا بلامون قائلا : إني أستحي أن أعرفك يا أبي القديس العظيم بالخطية الكبرى التي أدركتن من قبل الشيطان ولم أعلم فقال أنبا تلاصون " مكتوب هكذا : اعترفوا بخطاياكم بعضكم لبعض فقال أنبا بلامون : وأنا يا أبى القديس قد صنعت أيضا خطايا عظيمة في صباي والى الآن فإني أخطئ كل يوم من أجل هذا أتيت إليك في هذه البرية اسأل الله بدموع حتى يغفر لي لأنه رؤوف رحيم وأرادته الرحمة لأنه اله محب البشر يستطيع أن يغفر لنا خطايانا وهو إذا غفر الخطية فلا نعود نخطئ مرة أخرى . ولما نظر القديس بلامون أن الطوباوي أنبا تلاصون يعزيه بالتوبة تعزى بكلامه وبدأ يقول له : هذا كان مني مرة واحدة وأنا في دير الرهبان أسال الله تعالى أن يغفر لي خطاياي فسمعتهم يقولون في الكتب المقدسة التي هي من نفحات روح الله . ان الوحدة تلد الخوف وأن الله يبغض الاستهزاء والضحك بغير موجب فوضعت في قلبي أن أتوحد في مسكني الصغير ولا أتكلم مع أحد ولا أضحك البتة بل أبكي على خطاياي الليل والنهار وكان الشيطان في مرات كثيرة يقاتلني ويطيب قلبي بالضحك فلا أسمع منه ولا أشتم البتة وكان يضع أمامي ألعابا مضحكة لكي أضحك فلا أصغي له بل كنت أنحني وأبكي على خطاياي متمسكا بالخلاص الذي لربنا يسوع المسيح وبقيت أجاهد زمانا طويلا في الأتعاب حتى غضب على العدو وعندما قمت ذات يوم أحمل عمل يدي وسرت في الجبل لأمضي لأبيعه واشتري قليلا من الخبز وبعدما بعدت عن مسكني قليلا جذبني الشيطان نحوه وللوقت أضل عقلي وانتزع اسم ربي من فمي ولم اعد انطق بالأقوال الإلهية . ورأيت الجبل كله قد تغير في وجهي وصارت الأرض الرملية أرضا سوداء ولما تطلعت أمامي رأيت مدينة جديدة حسنة المباني تحوي بيوتا عظيمة القدر وقصورا فخمة وأبوابا مصفحة تبرق جيدا وكانت تلك المدينة حصينة كأنها مدينة الملك والأشجار والبساتين محيطة بها . ولما شاهدتها تعجبت لهذه المدينة ولعظم كرامتها ، ولما انحرفت للدخول فيها قلت لعل أهلها يشترون مني عمل يدي القليل فلما وصلت بجوار أسوارها وجدت ساقية تدور ونظرت امرأة حزينة وجهها مكتئب جدا وثيابها ممزقة ومنديلها يغطي عينيها من أجل الحشمة وهي جالسة على البئر وتدير الساقية وتسقي الكروم فلما نظرتنى جلست وغطت رأسها وقالت : بارك على يا أبي القديس فأسرعت ووضعت القفف أمامي ثم قالت : اقعد واسترح يا أبي الحبيب لأنك تعبت من حملك وحينئذ أجلستني على مجرى ماء وصارت تأخذ من الماء بكفيها وتسكبه على رجلي ، وتغسلهما كمثل من يأخذ البركة كأنها امرأة إنسان غني . فقلت لها : أيتها المرأة المؤمنة قولي لي إذا أنا دخلت هذه المدينة بعمل يدي هذا القليل فهل أجد من يشتريه مني ؟ فقالت : نعم يشترونه منك ، ولكن اتركه وأنا أشتريه منك بما أقدر دفعه وأعطيك كل ما تحتاجه لأني كنت متزوجة من إنسان غني ومات من عهد قريب وترك لي مالا كثيرا ومواشي عديدة وها أنت ترى هذه الكروم العظيمة أقوم بقطف ثمرها وليس عندي أحد يلاحظها فليتني أجد إنسانا مثلك أسلم له كل مالي ليفعل به ما يشاء . فان قبلت يا أبي القديس أن تأتي وتتسلط على بيتي وتأخذ كل مالي فأنا أتخذك لي زوجا . أما أنا فقلت لها : إذا تزوج الراهب يلحقه الخزي والعار حينئذ قالت لي المرأة : ان كنت لا تأخذني لك زوجة فكن متوليا على كل مالي تديره أثناء النهار لأني أملك حقولا وأجرانا ومواشي وكروما وعبيدا وجواري فتقوم بتدبير العمل في النهار وإذا جاء الليل تقوم بتأدية صلواتك " ثم قامت وأصعدتني إلى أعلى دارها وهيأت لي مائدة من جميع الألوان ووضعتها أمامي ثم دخلت حجرتها ولبست ثيابا فأخرة وأتت إلى وعانقتني فدهشت لذلك وتمسكت بقوة الله العلي ورشمت على نفسي علامة الصليب فانحل كل ما رأيته كالدخان أمام الرياح ولم يبق شيء مما فعلته تلك المرأة . 
وفي الحال علمت أن ذلك كله كان من فعل الشيطان اللعين الذي يريد بذلك إسقاطي في الخطية فبكيت بكاء مرا وندمت كثيرا على ما وقع مني فتحنن على ربي الكثير الرحمة وأرسل لي ملاكه فعزاني ووعدني بغفران خطاياي وقال لي : امض إلى القديس أنبا تلاصون القريب منك وأعترف له بخطاياك وقد أتيت إليك أيها القديس لكي بصلواتك يغفر الرب لي خطاياي فصلى القديس وقال : يا ولدي الرب يغفر لك ولنا وعند ذلك نزلت لهما مائدة من السماء وأكلا ثم عاد إلى معبده بسلام . 
وكان هذا القديس متزايدا في النسك والعبادة مداوما طول أيام حياته على الصلوات الليلية والنهارية ساهرا الليل الطويل في العبادة التقشفية وقد تتلمذ على يد هذا القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة الرهبانية . 
ونال هذا القديس موهبة الشفاء من الله وكانت الوحوش تأنس إليه فيطعمها بيده وتلحس قدميه وكان يعيش عاريا فأطال الله شعره حتى ستر جسمه كله وكان يصوم أسبوعا أسبوعا ولا يفطر إلا يومي السبت والأحد بنصف خبزه يرسلها له الرب مع الغراب وكان يأكل مرارا من عشب الجبل ويشرب الماء بمكيال وكان رؤوفا رحيما حنونا متشبها بخالقه وكان عندما يحل الليل ينزل من مكان تعبده ويتفقد المساجين والمتضايقين والأيتام والأرامل والمنقطعين والغرباء حسب ما تسمح به قوته من ثمن ما تصنعه يداه من الأعمال . 
ولما انتصر قسطنطين الكبير وعادت حملته إلى بلادها بمصر العليا وانطلق الجنود إلى بلادهم وصل القديس باخوميوس بلدة شين وفسكيا وقابل كاهنها وطلب إليه ضمه إلى شعب كنيسته ولما كان باخوميوس وثنيا كوالديه كتب الكاهن اسمه ضمن الموعوظين إلا أن الله تعالى ألهم الكاهن أن يقبله في عداد المؤمنين فأخذه وعمده في يوم خميس الفصح المجيد سنة 301 م وكان عمره وقتئذ عشرين سنة وكان ينمو في الفضيلة ومحبة الناس وخدمة المؤمنين حتى ذاعت فضائله فالتف حوله شعب كثير واتخذ قريته موطنا له إلى أن حل وباء في تلك القرية فكان يقوم بخدمتهم ويحضر لهم الحطب من الأماكن المجاورة حتى تحنن الرب ورفع عنه المرض وظل ثلاث سنوات يتفقد الأيتام والأرامل ويقضي حاجاتهم حافظا نفسه من دنس العالم .
وبعد ذلك التمس أن يعيش عيشة الزهد والتقشف بعيدا عن العالم فأرشده قس البلدة إلى المتوحد العظيم بلامون وللوقت سلم موضعه لشيخ آخر راهب لكي يهتم بأحوال المساكين وقام ومضى إلى الشيخ بلامون ولما وصل إليه قرع باب قلايته فتطلع إليه الشيخ من الكوة وقال له : من أنت أيها الأخ وماذا تريد ؟ فأجابه مسرعا قائلا : أنا أيها الأب المبارك أطلب المسيح الإله الذي أنت تعبده وأرغب إلى أبوتك أن تقبلني إليك وتجعلني راهبا . فقال له بلامون الكبير : يا بني ان الرهبنة ليست من الأعمال المطلقة ولا يأتي إليها الإنسان كيفما اتفق لأن كثيرين قد التجئوا إليها وهم يجهلون أتعابها ولما صاروا فيها لم يستطيعوا الصبر عليها وأنت سمعت عنها دون أن تعرف جهادها . 
فأجابه باخوميوس لا ترد سؤالي ورغبتي ولا تطفئ شعلة نشاطي بل اقبلني وتمهل على وجربني وبعد ذلك افعل بي ما يبدو لك فقال له الشيخ امض يا ولدي وجرب نفسك وحدك وقتا ما ثم ارجع إلينا لأني مستعد أن أتعب معك كمقدار ضعفي حتى تعرف ذاتك وحدك لان نسك الرهبنة يحتاج إلى خشونة وتقشف وأنا أعلمك أولا مقدارها وتمضي بعد ذلك وتجرب نفسك أن كنت تحتمل الآمر أم لا . وقصدي في ذلك قد عرفه ربي أنه على سبيل تعليمك وتثقيفك وليس لشيء آخر ونحن أيها الابن الحبيب قضينا كثيرا على ما عرفنا من الدنيا غرورها وحيلها ووصلنا إلى هذا المكان الوحيد والمسكن الفريد وحملنا على عاتقنا صليب مسيحنا ليس عود الخشب بل تذليل الجسد وقمع شهواته وإماتة قواه ونقضي الليل ساهرين نتلو الصلاة ونمجد الله وقد نسهر مرات كثيرة من وقت العشاء إلى الصباح نعمل عملا كثيرا بأيدينا أما حبالا أو ليفا أو خوصا أو شعرا لكي نقاتل النوم ونقوم بحاجة أجسادنا وإطعام المساكين حسب قول الرسول : " اذكروا المساكين " وأما أكل الزيت أو الشيء المطبوخ أو شرب الخمر فلا نعرفه البتة ونحن نصوم إلى المساء في نهار الصيف وفي الشتاء يومين يومين ونفطر على خبز وملح لا غير ونبعد الملل بذكر الموت وقرب الآجل وندحض بالنسك والاتضاع كل تعاظم وارتفاع ونحرس أنفسنا من الهواجس الرديئة .وبهذا الجهاد النسكى المكمل بمعونة الله جل اسمه نقدم أرواحنا ضحية نقية وذبيحة مرضية ليس دفعة واحدة بل دفعات عديدة ، وذلك حسب الجهاد ومقدار ما نبذله فيه لتحققنا ان المواهب الروحية توزع على قدر الأتعاب الجسدية ذاكرين قول الإله : " ان الذين يقهرون ذاوتهم يختطفون ملكوت السموات " .
فلما سمع باخوميوس من بلامون الشيخ هذه الأقوال التي لم يسمع مثلها قبلا تأكد بالروح أكثر وتشجع على مباشرة الأتعاب ومكابدة الآلام وأجابه قائلا " أنى ثقة بالمسيح الإله أولا وبمؤازرة صلواتك ثانيا أقوى على تأدية جميع الفروض واصبر معك حتى الممات " .
عند ذلك سجد أمامه وقبل يديه فوعظه الشيخ وعرفه بضرورة العمل على إماتة الجسد وتواضع القلب وانسحاقه وقال له " ان أنت حفظت ما قلته لك ولم ترجع إلى خلف ولم تكن ذا قلبين فأننا نفرح معك " ثم قال له : " أتظن يا بني أن جميع ما ذكرته لك من نسك وصلاة وسهر وخلافه نطلب به مجد البشر ، كلا يا ولدى ليس الآمر كذلك ! وتظن إننا نهدد الناس ؟ ليس الآمر كذلك أيضا بل نحن نعرفك بعمل الخلاص لنكون بغير لوم لأنه قد كتب ان كل شيء ظاهر فيه ونور ، لأنه بضيقات كثيرة ندخل ملكوت السموات . والآن ارجع إلى مسكنك حتى تمتحن نفسك وتجربها أياما ، فليس ما تطلبه آمرا هينا " فأجابه باخوميوس "قد أتممت تجربة نفسي في كل شيء ، وأنا أرجو بمعونة الله وبصلواتك المقدسة ، ان يستريح قلبك من جهتي .فأجابه الشيخ حسناً. وقبله بفرح ثم تركه عشرة أيام وهو يجربه في الصلاة وفي السهر وفي الصوم وبعد ثلاثة اشهر ، لما أختبر صبره واجتهاده وعزيمته ، صلى عليه وقص شعره والبسه أسكيم الرهبان في سنة 304م ، وصارا يواظبون على النسك والصلاة ، كما ظلا يشتغلان في أوقات الفراغ بغزل الشعر ونسج الملابس وينالان من ذلك الحاجة الضرورية ، وما فضل عنهما يقدمانه للمساكين . وكانا إذا سهرا وغلبا النوم يخرجان معا خارج قلاليهما ينقلان رملا من مكان لأخر ليتعبا جسديهما ويطردا النوم عنهما . وكان الشيخ يداوم على عظة الشاب وتشجيعه ويقول له : "تشجع يا باخوميوس وليكن تعلقك بالله متوقدا بنار المحبة على الدوام وكن أمامه ورعا متواضعا مواظبا على الصلاة بلا ملل ، مواصلا السجود بلا كلل . يقظا ساهرا حذرا لئلا يمتحنك المجرب ويحزنك " .
 وجاء في سيرة القديس باخوميوس المخطوطة بدير البراموس ما يأتى :
" وفى بعض الأيام طرق باب القديس بلامون وباخوميوس أحد الأخوة زائر ، وكان ممن قد غلب عليه الكبرياء والاعتداد بالذات فبات عندهما ، وفيما هما يتحدثان في أقوال الله وأمامهما نار تشتعل ، لان الوقت كان شتاء ، قال الأخ الضيف لهما : "من منكما له إيمان قوى بالله ، فلينهض وليقف على هذا الجمر ، ويتلو الصلاة التي علمها الرب لتلاميذه .فلما سمع الشيخ ذلك زجره قائلا : " ملعون هو الشيطان النجس الذي ألقي هذا الفكر في قلبك فاكفف عن الكلام " فلم يحفل الأخ بقول الشيخ ، ولكنه قال "أنا أنا .ثم نهض قائما وانتصب على ذلك الجمر المتقد وهو يقول الصلاة الإنجيلية مهلا مهلا . ، وخرج من النار ولم تعمل في جسده شيء البتة . وبعد ذلك مضى إلى مسكنه بكبرياء . فقال باخوميوس للشيخ بلامون : "الرب يعرف إنني تعجبت من هذا الأخ ، الذي وقف على الجمر ولم تحترق قدماه " . فأجابه الشيخ : " لا تعجب يا بني من هذا ، لأنه بلا شك من فعل الشيطان فقد سمح الرب أن لا تحترق قدماه كما هو مكتوب أن الله يرسل للمعوجين طرقا معوجة ، صدقني يا بني أنك لو كنت تعلم بالعذاب المعد له لكنت تبكي على شقائه " وبعد أيام قلائل وهو في كبريائه رأى الشيطان أنه على استعداد لقبول خداعه فجاء إليه بصورة امرأة جميلة الدلال حلوة المقال متزينة بثياب زاهية وقناعات فأخرة وقرعت بابه ففتح لها حينئذ أسفرت عن وجهها وقالت له : اعلم أيها الأب الخير أن على دينا لقوم وهم الآن يطلبونه وأنا في هذا الوقت لا يمكنني وفاؤه وأخشى أن يقبضوا على عنوة ويأخذوني إلى ديارهم عبدة لهم لأنهم مسافرون فاعمل معي جميلا لا مكث عندك يومًا واحدا أو يومين على الأكثر لكي أتخلص منهم وتنال من الله جزيل الآجر ومني أنا المسكينة صالح الذكر . أما هو فلأجل عمي بصيرته وكبرياء قلبه لم يحس بالبلاء الذي دبر له فأدخلها إلى قلايته واتكأتا على وسادته . حينئذ امتلأ قلبه من الشهوة نحوها وللوقت باغته الشيطان وصرعه على الأرض وبقي كالميت يومًا وليلة . وبعد ذلك عاوده رشده ورجع إليه عقله فقام وجاء إلى الشيخ بلامون باكيا نادما على ما حدث وقال : ان سبب هلاكي وعلة مماتي هو أنني لم أصغ إلى ردعك إياي والآن أرجو أن تعاضدني وتؤازرني لأني صرت أسيرا للشيطان برغبتي وعندما كان يعدد هذه الأقوال والشيخ وتلميذه يبكيان لمصابه باغته الروح النجس فمضى إلى الجبل وقطع مسافة بعيدة حتى بلغ مدينة بآبنوس وبقي تائها فاقد العقل وقتا ما وأخيرا زج بنفسه في أتون متقد فاحترق فيه ولما عرف الأب الكبير ما آل إليه حاله وكيف كانت وفاته حزن جدا وقال : لعلي كمن يجهل هذه الأمور ثم تساءل تلميذه وقال : كيف فعل له سبحانه ما فعل بعد الاعتراف الحسن وطلبه التوبة بندم وخشوع ؟ فأجابه الأب قائلا ان الله تبارك اسمه - بسابق علمه - علم أن توبة هذا الأخ لم تكن صادقة فأوقعه فيما فعل . 
ولما كان باخوميوس يسعى في البرية عندما كان يصلي ظهر له ملاك مقدس وقال له يأمر الرب يا باخوميوس ، أن تعمر ديرا في البقعة التي أنت واقف عليها برجليك حيث سيأتي إليك جمع غفير طالبين الرهبنة فعاد إلى الشيخ وأعلمه بكلام الملاك وعزمه على تنفيذ إرادة اله فحزن بلامون لمفارقته وقال كيف بعد سبع سنوات مكثتها معي بطاعة وخضوع تفارقني عند كبري أني أرى أن ذهابي معك أسهل على من مفارقتك " . 
فانتقلا إلى قبلي وبلغا طب انسين وشرعا في إقامة دير وذلك في سنة 311 م وكان عمر باخوميوس وقتئذ ثلاثين سنة . ولما فرغا من إنشاء الدير قال الشيخ بلامون لتلميذه باخوميوس : " أعلم أيها الابن الحبيب والشخص الكريم أن نفسي تنازعني بالعودة إلى قلابتي ومكان توحدي وقد عرفت أن الله قد قلدك تعمير هذا الدير وأنه سينمو ويمتلئ من الرهبان المرضيين لله وأنت عتيد أن تستمد من الله قوة وطول روح على سياستهم . أما أنا فلقد طعنت في السن وضعفت قوتي وحان وقت انطلاقي وأرى أن توحدي هو الأوفق لي . ولكني التمس من بنوتك وأطلب من خالص محبتك أن لا تحرمني من رؤياك من وقت لآخر ، وأنا سأقوم بزيارتك إذا سمحت الأيام اليسيرة التي تبقت لي . ثم افترقا بعد أن صليا وصارا يتزاوران ، وفي إحدى الزيارات مرض الشيخ بلامون المرض الذي انتقل فيه إلى الرب الذي خدمه منذ نعومة أظفاره فكفنه باخوميوس بعد أن تزود ببركاته . 
وتذكر لهذا القديس عجائب كثيرة كما توجد على اسمه أيضا كنيسة أثرية في بلدة القصر والصياد في دير يحمل اسمه به عدة كنائس غيرها على اسم الشهيد مرقوريوس أبي سيفين ويقام له احتفال عظيم في عيده وأخرى على اسم العذراء القديسة مريم والشهيدة دميانه والملاك ميخائيل . 
صلاته تكون معنا ، ولربنا المجد دائمًا . آمين

+++++++++++++++++++++

ميخائيل :   كلمة عبرية معناها من مثل الله (من كالله)
يسوع :   هوشع ، يشوع ، يسوع ، أليشع اسم عبرى معناه يهوه معين أو مخلِّص ، يخلص ، خلاص
ألفريد :   اسم إيطالى معناه مستشار
باخوميوس :   كلمة معناها السمين
بلامون :   كلمة معناها ولد آمون
كاهن :   اسم قبطى معناه يكهن أو كهنوت
مصر :   أي كيمى وهو إسم قبطي معناه الأرض السوداء
مرقوريوس :   كلمة معناها رئيس الجنود المحافظين
مريم :   كلمة معناها سيدة ، محبوبة ، عصيان ، تمرد

0 التعليقات:

إرسال تعليق