صدمة فى قرية «طالبة الصفر».. والأهالى «مريم» متفوقة منذ طفولتها

صدمة فى قرية «طالبة الصفر».. والأهالى «مريم» متفوقة منذ طفولتها

لا يخلو شارع واحد بقرية صفط الشرقية، التابعة لمركز المنيا، من الحزن والصدمة بسبب ما أسفرت عنه التحقيقات فى قضية ابنة بلدهم المتفوقة -بحسب تأكيدهم- مريم ملاك، الشهيرة إعلامياً بطالبة الصفر، حتى إن معلمة مريم، وهى مدير مدرسة حالياً، وصفت ما حدث لها بالكارثة، وزملاؤها المتفوقون، ومنهم اثنان التحقا بالطب، قالوا عنها: «أشطر مننا»، أما الأهالى والجيران فكانوا يعلّقون أملهم على أن تكون مريم من بين أوائل الجمهورية.

على بعد 500 متر تقريباً من منزل مريم البسيط والمتواضع يقع منزل إيمان حسن صالح، مديرة المدرسة الابتدائية بالقرية، وقبل نحو 7 أعوام كانت معلمة المواد الاجتماعية بنفس المدرسة، وكانت مريم طالبة بفصلها طوال المرحلة الابتدائية، قالت إيمان: «اللى حصل لمريم كارثة بكل المقاييس لأنها طالبة متفوقة منذ نعومة أظافرها، وأذكر أنها عندما كانت تفقد نصف درجة فى أى مادة كانت تجعل الدنيا تقوم ولا تقعد وتطالب بإعادة تصحيح ومراجعة المادة، وكان هناك منافسة قوية بينها وبين زملائها المتفوقين، وأذكر منهم مروة وهى حالياً طالبة بكلية الطب، وعندما كان يزور أى موجه من التعليم المدرسة كنت أحرص على وجود مريم بالفصل الذى يدخله الموجه حتى يشعر بوجود طلبة متفوقين عندما يطرح أسئلة، فيقوم بكتابة تقرير متابعة جيد».

«أنا اتصدمت ومش مصدق»، بهذه العبارة بدأ يسرى عبدالمهيمن عبدالفتاح، معلم لغة إنجليزية بمدرسة صفط الخمار الثانوية، حديثه عن مستوى مريم قائلاً: مستواها ممتاز ومتفوقة فى الصف الأول والثانى الثانوى، وكنت أتوقع أن تحصل على مجموع 99%، لأنها ذكية ومجتهدة، وهذا بشهادة جميع المدرسين، كما أن هناك زملاء لمريم أقل منها فى المستوى التعليمى والتحقوا بكليات القمة، وعلى المستوى الأخلاقى فهى قمة فى الأدب والاحترام وكانت تتعامل مع المدرسين بأسلوب راق، وتابع: لو أن مريم حصلت على مجموع ضعيف كان من الممكن أن أصدق أنها قصّرت، لكن أن تحصل على صفر% فهذا مستحيل، وأنا شخصياً عندى أمل أن مريم فتاة متفوقة حتى آخر لحظة.

«أنا زعلان على مريم»، هكذا قال أمير عبدالله، معلم كيمياء بمدرسة صفط الخمار الثانوية، مؤكداً أن «مريم متفوقة وكانت تحصل فى مادته بالصف الأول والثانى الثانوى على الدرجات النهائية، وفى الصف الثالث الثانوى كان مستواها أفضل من الصفين السابقين، وكانت مريم من الطلبة الذين يتناقشون مع المدرس وتثير حالة من الزخم التعليمى أثناء الحصة».

ويقول عبداللطيف حسن عبداللطيف، من أهالى قرية صفط الشرقية: «معروف أن مريم من أسرة متفوقة ووالدها كان مدرساً قديراً وكان يهتم بها، وأشقاؤها أطباء وكنا نتوقع حصولها على الدرجات النهائية كالعادة، أما الآن فالجميع يشعر بحسرة وخيبة أمل».

ويضيف جرجس سعد عياد، زميل لمريم بالمدرسة والحاصل على مجموع 99% فى الثانوية العامة والتحق بكلية الطب: «مريم مجتهدة وأرى أنها تستحق الدرجات النهائية وليس الصفر، ومعروف أنها متفوقة منذ الصغر، وكنت أتوقع أن تحصل على مجموع أكثر منى»، مضيفاً: «أنا اتصدمت من موضوعها ومتأكد إنها هتاخد حقها لأنها مظلومة، وواثق أيضاً فى الدولة أنها لن تترك مريم حتى يضيع حقها، لكن موضوع مريم طوّل جداً، ويحب أن ينتهى بشكل سريع حتى لا يفوت عليها عام دراسى كامل، وأعرف أن والدها كان مدرس رياضيات ويهتم بمريم، وجميع أبنائه من الأوائل».

أهالى قرية أوائل الجمهورية ا