مشاركة مميزة

خبر هام جدااا جداااا لكل متابعي مدونتنا

نعتذر عن توقف النشر بهذة المدونة و يمكنكم متابعتنا علي مدونتنا الاخري  اضغط علي الصورة للوصول للمدونة الاخري ونتمني اشتراككم فيها ...

الأحد، 1 نوفمبر 2015

عظة الضيقة ( التجارب ) ولمادا يسمح اللة بها وبركاتها. .للبابا شنودة الثالث (القيت هذه المحاضرة في الكاتدرائية مساء الجمعة 19/8/1977 م).


الضيقة ( التجارب ) ولمادا يسمح اللة بها وبركاتها.

http://dobara2013.blogspot.com.eg

عظة الضيقة ( التجارب ) ولمادا يسمح اللة بها وبركاتها. .للبابا شنودة الثالث (القيت هذه المحاضرة في الكاتدرائية مساء الجمعة 19/8/1977 م).
«قبل أن أُذلَّل أنا ضللت. أما الآن فحفظت قولك»
هذا العدد يُخبرنا المرنم أنه عندما سارت أحواله حسناً وعلى ما يرام، وعندما صار في نجاح لا يعكر صفوه أية متاعب، حينئذ ضلَّ، أي نسي الرب ووصاياه وأحكامه. وما أكثر ما نشبه المرنم في ذلك. إنه خطر يتهددنا جميعاً. فعندما تسير أحوالنا حسناً، فإننا نظن، ربما لاشعورياً، أننا نستطيع أن نمضي في طريقنا بدون الرب. ولكن ليس الأمر كذلك عندما نكون في تجربة ما؛ إذ أننا وقتها نُلقي بأنفسنا على الرب، أما في أوقات الراحة والهدوء، فإن أوقات صلاتنا تتقلَّص، كما أن أوقات قراءة الكتاب المقدس والتأمل فيه قد تقل. بيد أن الرب يحبنا جداً حتى أنه لا يدعنا نمضي في طرقنا الخاصة.
فماذا يفعل؟

إنه يسمح بحدوث بعض الإحباطات والتجارب والضيقات الشديدة (كما حدث مع يونان) لكي نعود إلى طريق الرب.
(مز 67:119)
وفي العدد الذي في رأس الكلام، يقول المرنم إنه الآن -بعد أن نزلت عليه يد الرب المؤدبة- فإنه يحفظ كلمة الله. وفي عدد 68 يعترف بأن الضيقة كانت من صلاح الله «صالحٌ أنت ومُحسنٌ» أو –بترجمة أخرى- "صالحٌ أنت وتعمل الصلاح". وليس هذا كل ما في الأمر، بل إنه في عدد 71 يقول: «خيرٌ لي أني تذللت لكي أتعلم فرائضك». لقد كان الله صالحاً إذ سمح بالضيق، فقد أنتج هذا خيراً لنفسه. لقد علمته الضيقة أن يكون أكثر تقديراً لكلمة الله. لقد تعلم المرنم الدرس، وصار تقديره لكلمة الله عظيماً حتى أنه يقول في عدد 72: «شريعة فمك خير لي من ألوف ذهبٍ وفضةٍ».
يا ليتنا نتنبه إلى ما يريد الرب أن يُعلمه لنا من خلال الصعوبات التي يسمح لها أن تقابلنا في الطريق.

الضيقة سبب للرجوع إلى الله



ليست كل الضيقات التي تصيبنا من نوع واحد:



فهناك ضيقات تصيب الإنسان، كصليب يحمله لأجل الله، وينال إكليله، كما حدث للرسل ورجال الإيمان (عب 11: 36، 37).
وضيقات أخري تكون لإختبار الإيمان، أو لتعلمنا الصلاة (يع 5: 13). أو لنقدم بها مثالًا للصبر كما حدث لأيوب (يع 5: 11).

فإن رجع الإنسان إلي الله بالصلاة والصوم والتذلل، وإن رجع إليه بالتوبة الصادقة. حينئذ يرجع الله إلي هذا التائب، وتعود النعمة إليه كما كانت في القديم، وتنتهي فترة التخلي، فتنتهي الضيقة تبعًا لذلك، إذ قد زالت أسبابها.

وهناك ضيقات هدفها أن يشعر الإنسان بضعفه، فيتضع كما حدث للقديس بولس "لئلا يرتفع من فرط الإعلانات" (2 كو 12: 7).

وهناك ضيقات أخري تأتي من تخلي النعمة بسبب خطايانا..



وعن هذا النوع أود أن أكلمكم اليوم.. (القيت هذه المحاضرة في الكاتدرائية مساء الجمعة 19/8/1977 م).


لما كانت يد الرب معهم، شق لهم البحر الأحمر، وأغرق فرعون وجنوده. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفجر لهم من الصخرة ماء. وضرب عوج ملك بشان، وسيعون ملك الأموريين، ولك شعوب الأرض..
و هذه الضيقات التي تأتي نتيجة للتخلي، لا يمكن أن تزول عن طريق الذراع البشري أو الحكمة البشرية. فهي لا تجد حلًا، إلا بوسيلة واحدة، وهي قول الرب لنا:
"إرجعوا إلي، أرجع إليكم" (ملا 3: 7). وما أكثر الأمثلة التي توضح ذلك، في سفر القضاة..
في هذه المرة، دفعهم إلي أيدي أعدائهم، فلم يقدروا عليهم. ووقف أمامهم قول الرب: "إرجعوا إلي، أرجع إليكم".
يقول الكتاب "فعل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب، وعبدوا البعليم. وتركوا اَبائهم.. وساروا وراء اَلهة أخري من اَلهة الشعوب الذين حولهم، وسجدوا لها.. تركوا الرب، وعبدوا البعل وعشاروت. فحمي غضب الرب علي إسرائيل، فدفعهم بأيدي ناهبين نهبوهم، وباعهم بيد أعدائهم حولهم. ولم يقدروا علي الوقوف أمام أعدائهم.." (قض 2: 11 - 14). لم يقدروا علي الوقوف، لأن يد الرب لم تعد معهم.. وكانوا حينما يصرخون إلي الرب، يسمع بكائهم، ويخلصهم..

والتجارب وأن كانت مرة إلا أن من يقبلها ويتحملها بصبر ويتدرب بها يجد فيها أخيراً دروساً سامية نافعة في الطاعة والصبر والتهذيب، تكون له ثمر بر للسلام. وأما الذين يدعون التجارب تمر دون أن ينتفعوا منها فتظل نفوسهم متوجعة تحت عجلاتها القاسية. فطوبي لمن يؤدبه الرب ويقبل تأديبه.

ومن أعمق حنو الرب، حتى في فترة تخليه. إذ يقول عنه الكتاب إنه عاد "وخلصهم من أيدي أعدائهم.. لأن الرب ندم من أجل أنينهم بسبب مضايقيهم وزاحميهم" (قض 2: 18).
إذن في كل ضيقاتك، لا تقل: ماذا أفعل بأعدائي الذين قدروا علي؟ إنما قل: هل يد الله معي أم لا؟
هل أنا تركت الله، فتركتني نعمته، كما كانت معي في القديم؟ وإنصت إلي قول الرب "إرجعوا إلي، أرجع إليكم". وبسرعة إرجع إلي الرب، تجد المعونة الإلهية قد رجعت إليك، وجعلتك - كما حدث لإرميا - "مدينة محصنة، وعمود حديد، وأسوار نحاس.. فيحار بونك، ولا يقدرون عليك. لأني أنا معك - يقول الرب - لأنقذك" (أر 1: 18، 19).

كثيراً ما تعترينا الغفلة والسبات من الراحة الزائدة والأفراح المتكاثرة والانهماك في أمور الحياة والانشغال بالمتاجر أو العلوم أو الصناعة. فنتشاغل بالدنيا ونتغافل بها عن خير نفوسنا، فيسمح الله بوقوعنا في التجارب كطبيب ماهر، يعطينا الدواء. للانتباه من غفلتنا حتى نهب من سباتنا ضارعين إليه، شاكرين مراحمه، طالبين عفوه. وحينئذ نعرف ونثق أن خلاصنا في يد الرب، فتنتبه نفوسنا وتلتصق به ويظهر لها عبث الدنيا وبطلان كل تعزية بشرية. ومن ثم تردد ألسنتنا قول الجامعة (باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح) وتعرف أن تلك القصبة التي كنا نتوكأ هي قصبة مرضوضة، وأن تلك اليقطينة التي كنا نستظل تحتها أصبحت يابسة. كل ذلك لكي نجد ملء الراحة وتمام التعزية في الرب. ونثق بأنه هو صخر الدهور الأبدي الذي كل من يتكل عليه لا يخيب.

عشرة دروس من مدرسة التجارب "ولكن كل تأديب في الحاضر لا يري أنه للفرح بل للحزن وأما أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر السلام" عب (12: 11). التجارب نصيب كل البر ولا يخلو أحد منها. وإذا فتشت جميع مراتب النوع الإنساني تجد الجميع يئنون تحت أثقال بلايا متعددة وتجارب متنوعة. واليك عشرة فوائد تنتج من التجارب:

ثانياً - تظهر لنا أمانة الله وبطلان التعزيات الأرضية وتنبهنا وتوقظنا من الغفلة:
أولا - أنها نافعة أحياناً لمجد الله نظير المولود أعمي الذي لما سأل التلاميذ السيد عنه قائلين هل أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمي؟ أجاب السيد لا هذه ولا أبواه لكن لكي يظهر مجد الله يو (9: 1-2) ونظير موت لعازر الذي قال عنه السيد أن هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد أبن الله به يو (11: 4) وكما قال السيدلبطرس الرسول مشيراً إلي آية ميتة كان مزمعاً أن يمجد الله بها يو (21: 19). فهذه التجارب وأن كانت في حد ذاتها مرة إلا أن الله تعالي قصد أن يتمجد بها. وما أمجد تلك الوسائط التي يتخذها الله لمجده. ومن ذا الذي يكون مستحقاً لنيل شرف وسيم كهذا حتى يتمجد الله به.
قال أليهو أحد أصدقاء أيوب "أن أوثقوا بالقيود، أن أخذوا في حبالة الذل فيظهر لهم أفعالهم ومعاصيهم لأنهم تجبروا ويفتح آذانهم للإنذار ويأمر بأن يرجعوا عن الإثم. أن سمعوا. أطاعوا قضوا أيامهم بالخير وسنيهم بالنعم وأن لم يسمعوا فبحربة الموتيزولون ويموتون بعدم المعرفة.... ينجي البائس في ذله ويفتح أذانهم في الضيق" أي (36: 8- 15) قال المرتل: خير لي أني تذللت لكي أتعلم فرائضك، قبل أن أذلل أنا ضللت. أما الآن فحفظت قولك مز (19: 67، 17) والابن الشاطر بعد أن تذلل وشعر بحالته رجع نفسه وقال كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعاً ثم رجع إلي أبيه لو (15: 17)، وجاء في سفر العدد أن الرب أرسل علي الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل فأتي الشعب إلي موسي وقالوا قد أخطأنا إذا تكلمنا علي الرب وعليك فصل إلي الرب ليرفع عنا الحيات عد (21: 6، 7). قال المرتل لهذا يصلي لك كل نقي في وقت يجدك فيه. عند غمارة المياه الكثيرة إياه لا تصيب مز (32: 6)، وقال أيضاً إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في أقوالك وتزكو في قضائك مز (51: 4) قال الرب أن أغلقت السماء ولم يكن مطر وأن أمرت الجراد أن يأكل الأرض وأن أرسلت وباء علي شعبي، فإذا تواضع شعبي الذين دعوا أسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فأني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم 2 أي (7: 13، 14) وقال ارمياء: ذكر مذلتي وتيهاني افسنتين وعلقم، ذكرا تذكر نفسي وتنحني في مرا (3: 19، 20) وقال بولس الرسول "ولئلا أرتفع فوق الإعلانات أعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع، من جهة هذا تضرعت إلي الرب ثلاث مرات أن يفارقني فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل" 2 كو (12: 7 - 9).
أن العصفور الواقف علي غصن شجرة إذا شعر بخطر ينتقل حالاً إلي غصن آخر وإذا رأي الخطر لم يزل قريباً منه يفرش جناحيه ويطير في الفضاء ليجد له مكاناً آميناً. أفلا يجدر بالمسيحيين حينما يقعون في تجارب متنوعة ويرون المخاطر محدقة بهم أن يطيروا من مساكنهم ليختبئوا تحت جناحي الرحمة الإلهية ويستظلوا بحمي الله الأمين. ومتى رأوا أن العالم كله فخاخ وتجارب ويئسوا من هذه الحياة فأنهم يوجهون أنظارهم من هذا العالم إلي عالم آخر لا تستطيع الأحزان ولا التجارب أن تدخله. لذلك تري المسيحيين الأولين قبلوا سلب أموالهم بفرح عالمين في أنفسهم أن لهم مالا أفضل في السموات وباقياً، وكانوا يبتغون وطناً أفضل أي سماوياً منتظرين المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الرب. عب (10: 34، 11: 16). قال المرتل كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب. يحفظ جميع عظامه. واحد منها لا ينكسر مز (34: 19، 20) وقال الرسول "لنا هذا الكنز في آوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا. مكتئبين في كل شي لكن غير متضايقين. متحيرين لكن غير يائسين مضطهدين لكن غير متروكين، مطروحين لكن غير هالكين، حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت" 2 كو (4: 7 - 11). ثالثا - نافعة لإذلالنا وإقناعنا بخطايانا:

رابعاً - تمتحن إيماننا وطاعتنا:
قال الحكيم: البوطة للفضة والكور للذهب وممتحن القلوب أم (17: 3) وقال أيوب لأنه يعرف طريقي إذا جربني أخرج كالذهب أي (23: 10) وقال المرنم لأنك جربتنا يا الله. محصتنا كمحص الفضة أدخلتنا إلي الشبكة. جعلت ضغطاً علي متوننا. ركبت أناساً علي رؤوسنا. دخلنا في النار والماء ثم أخرجتنا إلي الخصب مز (66: 10 - 12) وقال الحكيم الحزن خير من الضحك لأنه بكآبة الوجه يصلح القلب جا (7: 3) وقال إشعياء: وأرد يدي عليك وأنقي زغلك كأنه بالبورق وأنزع كل قصديرك وأعيد قضاتك كما في الأول ومشيريك في البداءة. بعد ذلك تدعين مدينة العدل القرية الأمينة اش (1: 25، 26) هأنذا قد نقيتك وليس بفضة. اخترتك في كور المشقة اش (48: 10). وقال ارميا لذلك هكذا قال رب الجنود هأنذا أنقيهم وأمتحنهم ار (9: 7) وقال زكريا ويكون في كل الأرض يقول الرب أن ثلثين منهما يقطعان ويموتان والثلث يبقي في النار وأمحصهم كمحص الفضة وأمتحنهم امتحان الذهب. هو يدعو باسمي وأنا أجيبه. أقول هو شعبي وهو يقول الرب الهي زك (13: 8، 9) وقال ملاخي لأنه نار الممحص ومثل آشنان القصار فيجلس ممحصاً ومنقياً للفضة فينقي بني لاوي ويصفيهم كالذهب والفضة ليكونوا مقربين للرب تقدمة بالبر فتكون تقدمة يهوذا وأورشليم مرضية للرب كما في أيام القدم في السنين القديمة. ملا (3: 2 -4).
فكم من خائن مستتر كشفت التجارب عن خيانته، . وكم من مرائي مزقت ثوب رياءه فبان رياؤه وعرف مكره. وكم من صادق أظهرت للغير صدقه وأمانته. وكم من تقي كامل نشرت أعلام تقواه وكماله. فجزي الله التجارب كل خير فقد عرفت الإنسان حاله وبينت له أصدقاءه من أعدائه فهي كالنار تمتحن الفضة والذهب وتعلن ما فيهما. وكأنها لسان البشر ونبا الأخبار. بها يعرف المستقيم والمعوج. الصالح والفاسد " بالإيمان قدمإبراهيم إسحق وهو مجرب. قدم الذي قبل المواعيد وحيده، الذي قيل له أنه بإسحق يدعي لك نسل. إذا حسب أن الله قادر علي الإقامة من الأموات أيضاً الذين منهم أخذه أيضاً في مثال" (عب 11: 17 - 19) " وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب هذه الأربعين سنة في القفر لكي يذلك ويجربك ويعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه أم لا. فأذلك وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك... فأعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان ابنه قد أدبك الرب إلهك.... لكي يذلك ويجربك لكي يحسن إليك في آخرتك " تث (8: 2- 5، 16) وقال بطرس الرسول "الذي به تبتهجون مع أنكم الآن أن كان يجب تحزنون يسيراً بتجارب متنوعة لكي تكون تزكية إيمانكم وهي أثمن من الذهب الفاني مع أنه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة عند استعلان يسوع المسيح" (1 بط 1: 6، 7). وقال الرب لملاك كنيسة سميرنا "لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به هوذا إبليس مزمع أن يلقي بعضاً منكم في السجن لكي تجربوا ويون لكم ضيق عشرة أيام. كن أميناً إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة " رؤ (2: 10).

خامساً - نمتحن براءتنا وتصير نافعة لطهارتنا وتأديبنا: أن بطرس الرسول قد استفاد من تجربته عندما أنكر السيد، وصار أكثر حذراً من قبل واقل اعتدادًا بنفسه إذ لما سأله السيد أتحبني يا بطرس أكثر من هؤلاء (أي من التلاميذ) قال للسيد أنت تعلم كل شيء وتعلم أني أحبك، ولم يقل أني أحبك أكثر من غيري لأن تجربته الأولي علمته عدم الاتكال علي نفسه وعدم الثقة بقوته، قاليعقوب الرسول "أحسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة. عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً وأما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء " يع (1: 2 - 4)، قال موسى النبي فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان أبنه قد أدبك الرب إلهك تث (8: 5) وقال بولس الرسول "يا أبني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك. لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل أبن يقبله " عب (12: 5، 6) فالرب يؤدبنا بالتجارب أحياناً بحسب احتياجنا تارة بالقصاص وأخرى بالتهديد أو باللطف أو بالتعليم " أدبني يا رب ولكن بالحق لا بغضبك لئلا تفنيني " ار (10: 24).

سادساً - تعلمنا إرادة الله وترجعنا إليه وترشدنا إلي طلبه:
قال هوشع أذهب ارجع إلى مكاني حتى يجازوا وجهي، في ضيقهم يبكرون إليً هو (5: 15) وقد صلي يونان في جوف الحوت وقال دعوت من ضيقي الرب فاستجابني، صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي لأنك طرحتني في العمق في قلب البحار، فأحاط بي نهر.... ثم أصعدت من الوهدة حياتي أيها الرب إلهي" يونان (2: 1- 6).
من دأب الإنسان أن يطلب ملجأ في أزمنة الضيق ومساعداً في الحاجة ومعزياً في الحزن وطبيباً في المرض. فالتجارب تسحق القلب وتبين للإنسان عجزه وضعفه وبعد ذلك تريه عظمة الله ليلتجئ إليه ويعرف انه تعال سنده ومرشده وملجأه وطبيبه وعزاؤه ومنقذه ومساعده، وحينئذ تسلم النفس ذاتها لمشيئة الرب وتخضع لإرادته فتتحول أتعابها إلي راحة وأحزانها إلي أفراح. فيجد الحزين تعزيته والمتضايق ملجأه والمريض دواءه والمضطرب الخائف سلامه واطمئنانه. قال المرنم: خير لي أني تذللت لكي أتعلم فرائضك مز (119: 17) وقال إشعياء حينما تكون أحكامك في الأرض يتعلم سكان المسكونة العدل أش (26: 9) وقال ميخا النبي صوت الرب ينادي للمدينة والحكمة تري أسمك. أسمعوا للقضيب ومن رسمه مي (6: 9) وقال موسى النبي عندما ضيق عليك وأصابتك كل هذه الأمور في آخلا الأيام ترجع إلي الرب إلهك وتسمع لقوله تث (4: 30) وقال نحميا لقد أفسدنا أمامك ولم نحفظ الوصايا والفرائض والأحكام التي أمرت بها موسي عبدك. أذكر الكلام الذي أمرت به موسي عبدك قائلاً أن خنتم فإني أفرقكم في الشعوب وأن رجعتم إليً وحفظتم وصاياي وعملتموها أن كان المنفيون منكم في أقصاء السموات فمن هناك أجمعهم وآتي بهم إلي المكان الذي اخترت لإسكان أسمي فيه نح (1: 7 - 9) وقال المرنم إذ قتلهم طلبوه ورجعوا وبكروا إلي الله وذكروا أن الله صخرتهم والله العلي وليهم مز (78: 34، 35) وقال هوشع النبي "«لأَنَّ أُمَّهُمْ قَدْ زَنَتِ. الَّتِي حَبِلَتْ بِهِمْ صَنَعَتْ خِزْيًا. لأَنَّهَا قَالَتْ: أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي، صُوفِي وَكَتَّانِي، زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي. لِذلِكَ هأَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ، وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا. فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ، وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ. فَتَقُولُ: أَذْهَبُ وَأَرْجعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّلِ، لأَنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنَ." (سفر هوشع 2: 5-7).

سابعاً - تحفظنا من الابتعاد عن الله وتدعونا لطلبه بالصلاة: قال حزقيال: ويحملون أثمهم، كإثم السائل يكون إثم النبي، لكي لا يعود يضل علي بيت إسرائيل ولكي لا يعودا يتنجسون بكل معاصيهم بل ليكونوا لي شعباً وأنا أكون لهم ألها يقول السيد الرب حز (14: 10) فصرخ بنو إسرائيل إلي الرب قض (4: 3) ولما ضيق الرب علي بني إسرائيل في أرض مصر صرخوا إلي فأرسل إليهم المنقذ. قال ارميا "أمنعي صوتك عن البكاء وعينيك عن الدموع لأنه يوجد جزاء لعملك يقول الرب فيرجعون من أرض العدو ويوجد رجاء لآخرتك يقول الرب.... سمعا سمعت أفرايم ينتحب، أدبتني فتأدبت كعجل غير مروض، توبني فأتوب لأنك أنت الرب إلهي، لأني بعد رجوعي وبعد تعلمي صفقت علي فخذي، خزيت وخجلت لأني قد حملت عار صباي" أر (31: 16 - 19).

ثامناً - تمريننا علي الصبر والشجاعة في ميدان الحياة: أن آلام هذه الحياة واحتمال مشقاتها تلجئ الإنسان إلي الصبر وتعلمه الاختبار وتزيده حنكة. والاختبار من أهم فوائد التجارب فأنها تحمل المجرب علي أخذ العلاجات النافعة، كما أن الملسوع يحمل سم الأفعى لأخذ العلاجات الشافية وحينئذ يعرف المجرب أن "من الآكل خرج أكل ومن الجافي خرجت حلاوة". تعطي التجارب حكمة لمجرب حتى تربي فوق تربية الأب. والتدريب في الصبر يعلم الشجاعة في ميدان الكفاح فإن الإنسان في العالم في ساحة حرب يعاركه فيها ألوف من المقاتلين الأشداء فالعالم والشيطان والخطية والجسد كلها أعداء تحارب الإنسان في جميع أدوار حياته وفي كل يوم يصادف مصارعات ومنازعات كثيرة فإن لم يتدرب في المقاومة والاحتمال والصبر ومكافحة الأعداء ويتعلم ضروب الكفاح لا يقدر أن يغلب، لأن الجندي يتمرن أولا علي الحرب، وبالمزاولة يزيد شجاعة وإقداماً، ومن ثم فلا تزعجه الحروب ولا تخيفه الاضطرابات، هكذا المؤمن كلما زادت تجاره أزداد دراية واختبار وتقوي وامتلأ شجاعة وقوة ونشاطاً لمقاومة هذه التجارب.
من الممكن ان نجد صعوبه شديده فى الضيقه التى نمر بها وتصبح حياتنا لاتتفق مع مانريد من راحه فى العالم ولكن المشكله هنا اننا لانبحث عن راحة العالم لان راحة العالم راحه جسديه ارضيه ولكننا نبحث عن الراحه السمائيه هذا مايجعلك تجد الصعوبه فى بعض الاوقات لتتعايش مع الحياه ,,
قال المرتل انتظاراً انتظرت الرب فمال إلي وسمع صراخي وأصعدني من جب الهلاك من طين الحمأة وأقام علي صخرة رجلي. ثبت خطواتي مز (40: 1، 2) وقالالرسول بولس "نفتخر أيضاً في الضيقات عالمين أن الضيق ينشئ صبراً والصبر تزكية والتزكية رجاء لا يخزي" رو (5: 4، 5) وقال يعقوب الرسول "أحسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً وأما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء" يع (1: 2-4). وقال بطرس الرسول "لأن هذا فضل أن كان أحد من آجل ضمير نحو الله يحتمل أحزاناً متألما بالظلم لأنه أي مجد هو أن كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون، بل إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله لأنكم لهذا دعيتم فإن المسيح أيضاً تألم لجلنا تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته، الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر الذي إذا شتم لم يكن يشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن قضي بعدل" 1بط (2: 19 - 23).

تاسعاً - تجعلنا مثمرين في الأعمال الصالحة: إنها ترقي المجرب وتؤهله أكثر من قبل، فإن الإنسان لا يرتقي إلي سلم النجاح والتقدم إلا بعد الاختبار والامتحان ومعاناة الأتعاب الشاقة، ولا يختار لعمل ما لم يدرسه ويتقنه أولا ويحصل علي ما يؤهله له. فالتاجر لا يرضي باستخدام أحد عنده غير مختبر ومجرب ولا يركن إليه ما لم يختبره جيداً. ولا يبلغ رجل السياسة المراتب السامية إلا بعد امتحان الأمور والتغلب علي الصعوبات. كذلك الملاح لا يسهر في الملاحة إلا بعد مصادفة الأنواء والزوابع الكثيرة ومعرفة كيفية أتقانها. ولو لم يؤهل موسى النبي أربعين سنة في البرية ومثلها في مدرسة مصر لما كان أهلا لقيادة بني إسرائيل، ولذلك قيل عن مخلصنا أنه قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية... لأنه في ما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين" عب (4: 15، 2: 18) قال السيد "كل غصن فيً لا يأتي بثمر ينزعه وكل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر" يوحنا (15: 2) والكرمة لا تحمل العناقيد وتمتلئ بالثمار ألا بعد أن تشذب. قال الرسول بولس "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله. أن كنتم تحملون التأديب يعاملكم الله كالبنين. فأي أبن لا يؤدبه أبوه ولكن أن كنتم بلا تأديب فأنتم نغول لا بنون. ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم. أفلا تخضع بالأولي جدا لأبي الأرواح فنحيا. لأن أولئك أدبونا أياماً قليلة حسب استحسانهم. وأما هذا فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته. ولكن كل تأديب في الحاضر لا يري أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام" عب (12: 6 - 11).
عاشراً - تؤهل الإنسان لمجد أعظم وتهيئ له أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً: أن آلام الزمن الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا. فأي خادم يتحمل المشقات والأتعاب لأجل سيده ولا يكافئه سيده؟ وأي ملك من ملوك الأرض خدمه جنوده ببسالة وظفروا بأعدائه ولم يكافئهم ويمنحهم ألقاب الشرف والرتب السامية؟ فبالأولي جنود السيد المسيح الذي زخر لمحبيه المحتملين التجارب كل مجد في السماء.
الفرح فى الضيقات
يقول البابا شنوده ...
لايجوز ان نقيس وجود الله معنا بالراحه فى العالم فالمشاكل والضيقات ليس علامة التخلى. الله يسمح بها لناخذ مافيها من بركه ومن اكاليل وخبره فى الحياه ولكى تزكيك وتصقلك فان اسعد اوقات اللص اليمين وهو مصلوب مع المسيح ... كن شديداً فى الضيقه لاتجعل الضيقه تحطمك ..انما حطمها انت بايمانك. فان وقعت الزجاجه على الصخره لاتتحطم الصخره..انما الزجاجه كن اذا صخره...... ويقول معلمنا القديس يعقوب الرسول إحسبوه كل فرح ياإخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة عالمين أن إمتحان إيمانكم ينشىء صبرا (يعقوب2:1) اذا الله يسمح بالضيق ليس لعذابنا وليس من اجل هلاكنا بل لامتحان الايمان مما يعلمنا الصبر ويعطينا خبره فى الحيه ويزكى من نفوسنا وعندما تصلى الى الله لاتقل له ارفع الضيق عنى لان الضيقات ناخذ منها بركه واكاليل بل قل ...اعطنى قوه لكى اصبر على الضيق يقول القديس ماراسحاق السريانى: بمقدار الحزن والضيقة تكون التعزية،لأن الله لا يعطي موهبة كبيرة إلا بتجربة كبيرة .............. فلك اذا ان تتخيل مدى الغرابه فى هذا الباب الضيق اذ انه على حسب ضيقك تنول التعزيه والبركه والاكاليل فمن السخافه اذا ان نطلب من الله رفع الضيق ونحرم انفوسنا من تلك الاكاليل والبركات بل نحرص ان نصبر على الضيق وندعو من الله ان يعطينا القوه للمرور من الباب الضيق بنجاح... فاذا اردت ان تعبر طريق السمائيين وليس الارضيين فلابد ان تتقبل كل الضيقات بفرح لانه طريق الضيقات طريق القديسين فيقول ماراسحاق ايضا:إذا اعتقدت أنك تستطيع أن تسلك طريق الرب بدون تجارب فاعلم أنك تسير خارجه وبعيدا عنه وعلى غير خطى القديسين ..هل تريد ان تخرج عن هذا الطريق لكى تنعم بحياه ارضيه مرضيه لذاتك نحن لانبحث عن الراحه ولكن نبحث عن البقاء فى المسيح فاذا بقينا فى المسيح فتلك هى الراحه...

ومن كتاب الارشدياكون حبيب جرجس ( عزاء المؤمنين)
اذا كل ماعليك دون عتاب هو الصلاه... الصلاه تجعلك منتصر على التجارب وتنقلك من مرحله الى مرحله بنجاح فاذا كنت فى دراستك تبحث عن المرحله المقبله بالتعب والمذكره فلما لاتبحث عن درجتك السمائيه وتنتقل من مرحله الى مرحله بمجموع درجاتك فى حياتك الارضيه ومذكرتك بسيطه جداً (الصلاه) احبائنا لاتخافوا من الضيق لاتخافوا من الازمات لانه بركه لنفسونا بل هو اختبار روحى يجعلنا جديرين بالحياه الابديه من هذا الذى يريد ان يربح كل هذا الملك دون لحظة تعب ومقاومه وصبر وصلاه فالمسيح بذاته فى وسط الضيق رفع راسه الى الاب مصلياً لكى يرفع عنه كاس العذاب هل سنكون نحن افضل من المسيح؟ يقول القديس مكاريوس الكبير: الباب ضيق والطريق كربة ، ولكن المدينة مملوءة فرحاً وسروراً اصبروا فى البلايا لتنالوا أكاليل المجاهدين ماحلى هذا الباب الضيق الذى حين نعبر منه نجد كل هذا السرور حقاً عظيمه هى اقوال الاباء المجهدين وعظيمه هى عطايا الرب الذى منحنهم الصبر والقوه للمرور بسلام والوصول الى حياتهم البهيه تامل معى فى قول البابا كيرلس السادس:لا يوجد شئ تحت السماء يكدرنى او يزعجنى لأنى محتمى فى ذلك الحصن الحصين داخل الملجأ الأمين مطمئن فى أحضان المراحم حائز على ينبوع من التعزية...اذا مااحلى الضيق ومااعظم صلاتنا فى وسط الضيق الصلاه علاج الضيق لننول الصبر والضيق علاج الشر ونوال الاكاليل قال يوحنا ذهبى الفم الصلاة سلاح عظيم ، و كنز لا يفرغ ، و غنى لا يسقط ابدا ، ميناء هادىء و سكون ليس فيه اضطراب . الصلاة هى مصدر و اساس لبركات لا تحصى ، هى قوية للغاية ... الصلاة مقدمة لجلب السرور
المراجع
من كتاب البابا شنودة الثالث ( التجربة )

0 التعليقات:

إرسال تعليق