مادام الله يحبنا فلماذا يسمح لنا بالالم والضيق ؟
و ما الهدف من تلك الالام والضيقات ؟
نعم الله يحبنا .. فهو القائل " لذاتي مع بني ادم " ( امثال 8 : 31 )
وعندما صلب من أجلنا وفدانا غبر عن هذا الحب العظيم للبشرية جمعاء اذ اشترانا بدمه الكريم ودفع عنا ثمن الخطية.
أما الالم فهو بالنسبة لاولاد الله من اجل تمسكهم بالبر ولذلك يقول الكتاب " لانه قد وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتالموا لاجله." (فيلبي 1 : 29 )
وقد قال في ارميا النبي " لماذا خرجت من الرحم لارى تعبا وحزنا فتفنى بالخزي ايامي " ( ارميا 20 : 18)
وقد قال السيد المسيح " في العالم سيكون لكم ضيق " ( يوحنا 16 : 33 ) اذا لابد من وجود الالم والضيق في الحياة الذى بهما نؤهل للامجاد السمائية التى تنتظرنا بعد رحلة الالم والضيقات في هذا العالم الزائل ايضا ضيق العالم لا يساوي شيئا امام الافراح المنتظرة ، ةهنا نرى القديس بولس الرسول " فاني احسب ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا " ( روميا 8 : 18 )
ايضاً القديس اوغسطينوس يقول [ يارب عذب ههنا .. انشر ههنا .. لا ترحم ههنا لكلا ترحمنى هناك ]
ونحن نتألم ايضاً لكي لا نتساولى مع اهل العالم ولا يحكم علينا مثلهم يقول القديس بولس الرسول " ولكن اذا قد حكم علينا نؤدب من الرب لكي لا ندان مع العالم " ( رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل كورنثوس, اصحاح 11 : 32 )
ولكن ما الهدف من تلك الالام والضيقات ؟
إذا اردنا معرفة الهدف من وراء تلك الالام والضقات علينا اولاً ان نعرف الالم انواع كثيرة منها :
اذا اخطأ الانسان البار فان الله يؤدبة كما يقول الرب " ان تعوج اؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني ادم " ( صموئيل الثاني 7 : 14 )
فالله يسمح الالام والضيقات على الانسان البار لكي تفوح منه رائحة ايمانة الذكية فيتمجد اسم الله في هذا الالم مثل تجربة ايوب الصديق .
ويقول القديس يعقوب الرسول " عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا. " (رسالة يعقوب 1 : 3 )
+ وهناك ألم يتمجد اسم الله فيه :
ففي معجزة لعازر قال السيد المسيح " هذا المرض ليس للموت بل لاجل مجد الله ليتمجد ابن الله به " ( يوحنا 11 : 4 )
+ ألم من اجل التأديب :
ويكون هذا التأديب وهو حب من الله للانسن فقد قال الكاتب " لان الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله. " ( عبرانين 12 : 6 ).
وهكذا ايضاً يوضح لنا داؤد النبي الهدف من التأديب " قد علمت يارب أن أحكامك عدل، وبالحق أذللتني " ( مزمور 119 : 75)
+ ألم من اجل الوقاية
وهذا الألم يسمح به الله للمؤمن لكي يقية من السقوط في خطية الكبريا فقد قال ارميا النبي " أدبني يا رب ولكن بالحق لا يغضبم لئلا تفنيني " ( ارميا 10 : 24 )
وهذا الألم مثل التجربة التي اصابت القديس بولس الرسول فنجده يقول : " ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع. من جهة هذا تضرعت الى الرب ثلاث مرات ان يفارقني.فقال لي تكفيك نعمتي "
( 2 كو 12 : 7 - 9 )
فلابد ان نكون على ثقة ويقين الايمان ان نعلم جيداً ان الله يعمل لخيرنا فلما لا ونحن واولاده وكل الم يحدث لنا فله فائدة وبركة ، ومن هذة البركات التطهير والتبرير والتواضع والخضوع لله فالالم يقربنا إلى الله عندما نبتعد عنه بسبب الخطية وبالالم نصل إلى الامجا السمائية كما يقول القديس بولس الرسول
" إن كنا نتألم معه لكي نتمجد ايضاً معه "
( روميه 8 : 17 ) لذلك فالتجارب والالام والضيقات تجعلنا لا نحب العالم ولا نشتهي ما فيه بل تدفعنا دائما إلى اللجوء إلى الله الرب مصدر خلاصنا ونتحد به في كل حين " في ضيقتي دعوت الرب وإلى إلهي صرخت " ( مز 18 : 6 ) فان الله لو اعطى اولاده على الارض راحه وسعادة دائمة لما طلبوا وطنناً افضلوَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً."( عبرانين 11 : 16 )
وهذا لا يعني ان اهل العالم لا يتألمون بل على العكس فانهم يتألمون ولا معين واولاد الله يحملون وعداً فقد قال الكتاب " كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجية الرب " ( مزمور 34 : 19 )
0 التعليقات:
إرسال تعليق