سيرة ومعجزات أم عبد السيد (أم الغلابة ) و ترنيمه خاصه بها
القديسة ايردينا ( أم الغلابة )
الشهيرة بأم عبد السيد
"محبة عطاء خدمة رحمة معجزات "
"انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم"
نشأتها في بيئة غير روحية :
ولدت "أردينا مليكة يوسف" عام 1910 بقرية صغيرة هى قرية الشيخ علام – مركز الكوامل / سوهاج. من أسرة ثرية جدا تمتلك العديد من الأطيان والسواقى ،وقد ماتت أمها بعد ولادتها بأربعين يوما فتولتها اختها الأكبر منها " جندية " وقامت على مراعاتها . أما والدها فكان رجلا بعيد عن الرب ذو سطوة ومهابة في بلدته وكلمته نافذة كالسيف على الجميع، كما كانت له هواية رديئة في استحضار الجان والشياطين والسحر والتعامل معه، فزاد هذا الأمر من سطوته وجبروته حتى تحجر قلبه وتجمدت مشاعره تجاه وصايا الرب، فحاد عن طريقه المستقيم. هذا العمل الذى تعارض مع ابنته اردينا الطفلة فى ذلك الوقت وكان عمرها لا يتجاوز السابعة حتى انها كانت تعيش حياة الصوم وتأكل القليل وحرمت هذه الطفلة الصغيرة ذبائح والدها لأنها ناتجة من مال حرام، وفضلت الأطعمة البسيطة القليلة عوض الأطعمة الفاخرة الدنسة.
وكان ابيها يجبرها على اكل اللحم والاكل الدسم حتى لا تغضب منه الشياطين فكانت وسط كل هذا الغنى تعيش حياة بسيطة كلها اصوام وصلاة.
وقد تمتعت من صغرها بنضوج روحي مبكر رغم اليتم وقسوة الأب حتى كانت تهرب من البيت في سن السابعة من عمرها وتسير على قدميها لمسافات بعيدة لتصلى بأحد الكنائس التي تبعد عن قريتها كثيرا، كما تدربت منذ حداثة عهدها على أصوام الكنيسة رغم معاندة ومعارضة والدها والذي كان يفتح فمها بالقوة ويضع بداخله شوربة اللحم حتى يكسر صومها فتفطر، فكانت تعود للصوم مرة أخرى في قوة وإصرار على التنسك والزهد .
تعرضها لحروب شيطانية :
في عدة أحاديث روحية لأم عبد السيد أكدت أنها مرت في طفولتها باختبارات عميقة (من سن الثالثة وحتى السابعة)، فقد كان الشيطان يأتيها علنا ليزعجها ويخيفها فكان الرب يسوع بنفسه يظهر لها بمجده النوراني ويحتضنها بين ذراعيه الحانيتين وعندما يقترب الشيطان منها بمنظره الأسود القبيح ويحاول أن ينتزعها كان الرب ينتهره ويدفعه عنها. ويحوطها بقوة بين ذراعيه ثم يربت بيده الحانية عليها.
فتحكى أم عبد السيد وتقول "أمى تركتني يتيمة، وأنا طفلة كنت بأخاف وأترعب لما الشيطان يضرب في باب الحجرة التى اجلس فيها وكان يسوع حبيبي يمسكني على يديه ويقول لي "ما تخافيش"، وأنا لما كنت أخاف كنت أمسك في رجلين حبيبي يسوع، كان يخبط على ويقول لي "لا تخافي، هل تخافي وأنا معك؟" وكنت أفرح به لما يقعد معي الليل كله ويربت على ويقول لي ما تخافيش.
و كانت تصف وجهه الجميل النوراني وكيف كانت تداعبه في ذقنه الصفراء المتوهجة كأشعة الشمس في براءة طفولية ثم تتحدث بانبهار عن حنوه فتقول "اد إيه كان الحنان اللي فيه عجيب. وفسر أحد أحبائها الرهبان هذا الاختبار الروحي فقال "إن تعرضها لهذه الحروب الشرسة من الشيطان وهي في هذا السن أكد بلا شك أنها مختارة ونذيرة للرب منذ صباها".
محاولات للحياة في الدير :
لما كبرت إلى سن 12 – 14 سمعت إن فيه أديرة وراهبات عندهم فرصة انهم يعيشوا مع ربنا أكثر من أي انسانة تانية مشغولة ببيت و زوج وأولاد فاشتاقت أن تكون راهبة، فأقنعها أهلها إن الراهبات لا يأخذون إلا إن كانت واحدة مكسحة أو كفيفة، وأنها لن تقبل بالدير لأنها مفتحة. فذهبت من ورائهم وأخذت من تراب الفرن وكبست به أعينها حتى تفقد البصر وتقبل في الدير، لكن اللـه شفى عينيها ولم تكن إرادته أن تذهب إلى الدير لكن اراد لها خدمة من نوع اخر رسالة حب وعطاء ورحمة وتعاليم كثيرة لنتعلم منها منها ما معنى المحبة والخدمة فعاد الشيطان ليشن حرب عليها حتى قام ابيها بتزويجها رغما عنها .
مرارة الحياة الزوجية :
قام والدها بتزويجها رغم أنفها حتى يضمن عدم سيرها نحو طريق الرهبنة. فتزوجت وهي في الرابعة عشر من إنسان شرير وقاس القلب بعيد عن طريق الرب المستقيم تجرعت معه كأس المرارة سنين طويلة. ولأنها تيقنت أنه "بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت اللـه " (أع 14 : 22)، فقد احتملت في سبيل ذلك معاملته الوحشية غير الآدمية والتى كان أبسطها أن يفتح فمها ويبصق فيه أو يضرب رأسها بخشبة مملؤة بالمسامير. وظلت أربعين سنة تضرب منه بجريدة نخل تكتظ بالأشواك المسننة، فكانت مع كل ضربة يتدفق منها الدم بغزارة كجريان الماء، فتعطيه الجريدة مرة أخرى ليواصل تعذيبه لها، مستهينة بآلامها الجسدية والنفسية وبينما جراحاتها تدمى تقول له "مش مهم عندي آلامي وجراحي فكل اللي يهمني خلاص نفسك"، حتى أنها في إحدى المرات صعدت إلى سطح البيت والدم يتساقط منها وصارعت حبيبها يسوع وطلبت من أجل زوجها قائلة "شوف يا حبيبي، أنا النهارده ما أسيبكش، ده شريك حياتي، تخليه عايش فىالخطية؟ يعنى أنا أروح السما وهو يروح جهنم؟ ده حرام، أوعى تكتب عليه خطية، أنا باقول لك أوعى يارب تكتب على جوزى خطية، وانت اتألمت قبلنا وكل ده ياربى ما يجيش شكة من الآلام بتاعتك".
ما اعظم هذا التسامح فأنها نفذت وصية رب المجد " من ضربك على خدك حول له الاخر ايضا " . وظلت القديسة فى الصلاة من اجل زوجها اربعين سنة حتى استجاب الله لصلاتها فرجع زوجها عن الوحشية وتاب وندم على الخطية .
توبة زوجها في نهاية أيامه :
سار زوجها في طريق الخطية وحياة الزنى، فترك زوجته وأولاده في بيت أهله فأذلوها وأهانوها وعيروها بدلا من أن يكونوا سببا في تعزيتها وراحتها. فضحت بشبابها وحياتها من أجل تربية أطفالها فعملت وكدت حتى تربيهم فيسكنوا آمنين غير معوزين لشيء.
و دارت عجلة الزمن، مرض زوجها وأنهكت قواه ولما سمعت زوجته الوفية بذلك لم تفكر فيما صنعه معها بل أتت به وخدمته بكل تفانى وصارت تداويه.حتى استجاب الرب لطلبتها من أجل هدايته فرجع عن آثامه وتاب. ولقد كشف الرب لها في رؤية عن قرب رحيله فاشترت أكفان وقامت بحياكتها، وأثناء ذلك وخزتها الإبرة فرسمت صليب بالدم على الأكفان ثم قالت لزوجها "تعرف يا أبو عبد السيد، انت ها تموت قبلي ودمى راح يروح معاك وها تتكفن بهذه الأكفان"، وتمت نبوتها ومات زوجها وكفنته بهذه الأكفان.
موت ابنها الاكبر سعيد :
توفى ابنها الاكبر سعيد فتقبلت القديسة هذا بفرح وقامت بوعظ المعزيين الذين جائوا يشاركونها فكانت تقول لهم : " انى فرحانة مش حزينة علشان سعيد راح عند حبيبى يسوع ".
مقتطفات من حياه ام الغلابه
سميت ام عبد السيد بام الغلابه لانها كانت محبه جدا للفقراء والمساكين فكانت دائمه الخدمه لهم
وتقول ام الغلابه ان السيد المسيح كان دائم التعزيه والمساعده لها فكان دائما قريب منه ويظهر لها ويرشدها للمنازل التى تحتاج للمساعده
وفى وصف للسيد المسيح لام الغلابه تقول ان السيد المسيح جميل المنظر وشعره اصفر ويظهر من حوله نور بهى
خدمتها :
بدأت ام الغلابة خدمتها فى صعيد مصر عندما ظهر لها رب المجد ودعاها فى احد النجوع الصغيرة فكانت نور لكل من يعيشون فى ظلمة الجهل الروحى فكانت مثل بطرس الرسول فى اصطياد الناس لشركة ومعرفة الرب المخلص ومحبته وكيف ان الرب محب للبشر يريد الخلاص لكل جنس البشرية فكانت تعاليمها بسيطة وعميقة وروحانية .
ثم انتقلت الى القاهرة فى حى شبرا مصر فنقلت خدمتها الى اهل هذا الحى الذى كانوا بعيدين عن الرب فكانت تجتمع بهم فى منزل احد الاخوة المحبين لرب المجد كما خدمت ايضا فى كنيسة مارمينا بشيرا مع الاب " ابونا اخنوخ سمعان " راعى الكنيسة .
كانت تخدم الفقراء والمساكين ليلا ونهارا وكانت خدمة اخوات الرب هى كل مشتهاها وكل لذات حياتها وشغلها الشاغل كما كانت تعمل فى مجال السجاد اليدوى ( البلدى ) فكانت كل ما تعمل به تعطيه للفقراء والمحتاجين دون حساب . كانت تخدم الكل صغيرا او كبيرا . مريضا او سليما . ارملة او يتيما ما اعظم خدمة هذه القديسة المتفانية فى خدمتها .
محبتها من الاخرين
كانت ام الغلابه تحب زياره دير ابو مقار فكانت عند وصولها للدير كانت تدق لها الاجراس وكانوا رهبان الدير يعتبروا زياره ام عبد السيد زياره مهمه جدا فكانوا يحبونها جدا وكانت تجلس بوسط الرهبان وتحكى لهم عن العذرا مريم والسيد المسيح والقديسين وعن رؤيتها الشخصيه لهم
ورغم بساطتها الا انها عندها حكمه وشفافيه روحانيه وكانت تجذب الناس للايمان.
نياحتها
باخر فتره من حياتها على الارض رقدت حوالى شهر بالفراش بدون اى مرض شديد او مزمن
ولقد كشف لها الرب عن موعد انتقالها عن هذا العالم الفانى واوجاعه ففرحت فرح عظيم واخذت اكفانها بنفسها وكان احد اولادها مسافر الى الصعيد فقالت له يا ولدى مش هتمشى ورايا فقال لها يامى دول يومين وراجع فقالت مش هتمشى ورايا .
وتحررت ام الغلابة من هذا الجسد الارضى المريض والتحقت بالسمائيين واخذت جسدا جديدا نورانى لا يمرض ولا يتعب ولا يتألم ولا يحزن وصارت كملائكة الله مع حبيبها يسوع وكانت نياحتها فى يوم 27 - 12 - 1992
اذكرينا يا قديسة اللله امام عرش النعمة ولتكن صلواتك عنا وشفاعتك خلاصا لنفوسنا جميعا امين
ترنيمه خاصه لام الغلابه
يا ام الغـــلابه ..... وسط الديابه
صــوتك ربابه .....صحى الالوف
عالشوك تعدى ..... من عوز بتدى
وبحب تهدى كل النفوس
يسوع حبيبــك .....كان من نصيبك
ماسـك فى ايدك ..... ونور طريقك
خدمــــــه فريده ..... وقلوب سعيده
بسبب جهــــادك ..... رجعت الوف
خط اجتهـــادك ..... كان افتقـــادك
كل الغـــــلابه ..... كانـــوا ولادك
لكن نصيبك..... كان صوت حبيبك
فتح بيبــــــانه ..... يوم الرجــــوع
0 التعليقات:
إرسال تعليق