معزيون متعبون

معزيون متعبون

في كل مرة افقد شخص عزيز عليا اجد هذه العبارة تتردد "هو في مكان افضل دلوقت هو ارتاح هو المسيح اللي مش عنده الم واحنا هنرحله طالت او قصرت"

المشكله ان المعزي لا يفهم انني غير قلق علي المتوفي هو بيطمني انه بقي في مكان افضل وارتاح بس انا مش قلقان عليه هيحصله ايه اكتر من انه مات خلاص فانا مش ببكي خوف عليه لكن البكي بيكون ان في شخص اعتدت انه يشاركني جزء من حياتي مابقاش موجود فبقت حياتي انا مختلة التوازن مثلا في طبخه معينه مكوناتها 1كوب ميه و2كوب دقيق و3كوب خل و4كوب زيت مثلا وشلت شئ من مكوناتها الاساسيه دي الطبخه مش هتبق مظبوطه هتبقي مش حلوة لان كل شئ في المكونات اساسي فيها ولازم يكونوا مع بعض مافيش شي ممكن يعوض التاني وحياتي نفس الكلام حصل فيها خلل فقدان توازن لان حد من المكونات الاساسية في حياتي مابقاش موجود وماينفعش واسف في الكلمة المسيح يعوض لان المسيح له دور والشخص المتوفي بردو كان له دور مختلف عن دور الله في حياتي والله اقر باحتياجي لنوعين من الحب الاول راسي "حب الله" والثاني افقي "وهو حب الانسان" فيقول المسيح احب الرب الهك من كل قلبك واحب قريبك كنفسك اذن ارادة الله ان يكون للبشر مكانه في قلبي وان يكون له هو ايضا مكانه في قلبي فأي شخص يحاول ان يلغي البشر وحبهم من قلبي ويعطي مكانتهم لله اذن هو ضد ارادة الله ومن يسعي الي الغاء الله من قلبي وتمليك قلبي للبشر هو ضد ارادة الله

واية "لا تحزنوا كالباقين الذين ليس لهم رجاء" استخدامها يدل علي عدم فهم المتكلم سبب الالم فنحن لا نخاف علي المتوفي نحن نثق انه في مكان افضل من العالم ولكن نحن لا نحتمل الخلل الذي حدث بموته

والموت هو الشي الوحيد في العالم الذي يذكرنا ان الاحداث الجميلة التي دارت بيننا وبين المتوفي قد انتهت وانه لن يعود هناك امل لتكرارها فهي اصبحت مجرد ذكريات وكل مانختبر مشاعر صعبه او مؤلمة نتذكر تلك المشاعر التي امتلكتنا في الوقت الذي كان المتوفي فيه موجود

فالمشكله ليست هي اننا نعرف مكان المتوفي بعد انتقاله واستحالة ان يحل شخص اخر مكانه لانه ببساطة ليس هو حتي وان كان ذلك الشخص هو يسوع