متحدث الكنيسة : لو قابل البابا مريم لتحول الأمر لقضية طائفية
نقلا عن الشروق
شاهد المتحدث باسم الكنيسة ولماذا وافق البابا علي مقابلة مريم القبطية ولماذا لم يقابلها وماذا كان سيحدث لو رفض مقابلتها
منعطفات ومراحل مختلفة مرت بها قضية الطالبة مريم، المعروفة إعلاميا بـ«صفر الثانوية العامة» والتي أثارت جدلا واسعا، ليس فحسب على صعيد الشارع المصري والمواطنين وإنما أثرت على مستوى دوائر صنع القرار داخل الدولة المصرية، منذ أن تم استكتاب مريم من قبل هيئة الطب الشرعي وصدور التقرير الأول منذ أكثر من أسبوع، الذي أفاد بتطابق خطها مع الخط الوارد في ورقة الإجابة الخاصة بها وانتهاء بمقابلة رئيس مجلس الوزراء لمريم.
ومن بين تلك المحطات كان الموقف الأبرز هو عدم إتمام اللقاء بين البابا تواضروس ومريم ملاك في المقر الباباوي بدعوى أنها امتنعت عن المقابلة في اللحظات الأخيرة لاعتبارات متعلقة بها وبعد أن اصطحبها بعض الأشخاص وغادروا، بحسب تصريحات بطريرك الكرازة المرقسية.
الشروق تواصلت مع المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية، القس بوليس حليم للتعرف على حقيقة الأمر وما هي الدوافع لعدم وجود لقاء بين البابا ومريم ملاك، كذلك حاورت الشروق الدكتور مينا ملاك شقيق الطالبة لأخذ وجهة النظر الأخرى.
يقول القس بوليس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، أن قداسة البابا تواضروس عندما سئل عن مشكلة مريم، قال إن مريم مواطنة مصرية يجب أن تأخذ حقها بالطرق القانونية والآلية المتبعة في الدولة المصرية، فضلا عن أن دور الكنيسة في تلك القضية يقتصر على دور رعوي فقط ليس إلا.
وأوضح حليم في تصريحات خاصة لـ«بوابة الشروق»، اليوم الخميس، «العجيب في الموضوع لو كان البابا تواضروس رفض مقابلة الطالبة مريم ملاك كانوا سوف يقولون أين أبوة البابا ورعايته وكان الرأي العام سوف ينقلب ولو كان قابلها كانت القضية سوف تتحول من وجهة نظر البعض إلى قضية طائفية وبالتالي كان من حق البابا تواضروس أن يقابل أي أحد من أولاده في أي وقت وفي أي مكان، طالما أن المقابلة تقتصر على دور المساندة والدعم المعنوي والرعوي لمريم فقط لا غير».
وكشف المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية، أن الكثيرون طالبوا قداسة البابا تواضروس بضرورة مقابلة مريم ملاك باعتباره أب لجميع المسيحيين في مصر ومن منطلق دوره الروحاني والنفسي لدعمها في محنتها وأزمتها التي مرت بها، ومن هذا المنطلق استجاب البابا لمقابلة مريم وبالفعل أتت الطالبة إلى المقر البابوي ثم اعتذرت لأسباب خاصة بها.
وأكد القس بوليس حليم في حديثه لـ«الشروق»، أن مقابلة البابا جاءت بعد تعاطف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وبعد إجراء رئيس مجلس الوزراء المهندس ابراهيم محلب مقابلته للطالبة مريم ملاك بعد الأحداث الأخيرة التي أعقبت نتيجة الطب الشرعي، وبالتالي لا يوجد تأثير على الإطلاق من قداسة البابا تواضروس على الطالبة مريم ملاك كما أشيع في الرأي العام المصري.
على الجانب الآخر، قال الدكتور مينا ملاك، شقيق الطالبة مريم، والذي أشار في بداية حديثه إلى أن العائلة في انتظار نتيجة استكتاب مريم للمرة الثانية خلال أسبوع أو في مدة أقل من ذلك فضلا عن أنه لا يريد أن يستبق الأحداث، قائلا «الحل الوحيد أنهم يقوموا بقتل مريم لأنها لو أعادت السنة من جديد سوف تحصل على مجموع 99% وهذا بمثابة فضيحة للمسؤولين والحل الواقعي أن يعطوا لمريم حقها ويتم محاسبة الفاسد والمقصر داخل وزارة التربية والتعليم.
وفيما يتعلق بكواليس لقاء البابا، أوضح مينا في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن مريم عارضت قضيتها كبنت مصرية لها حق يجب أن تأخذه بالقانون في بلدها وعندما اتخذ البابا موقفه بالتزام الصمت كان موقف في منتهى الإعجاب من قبل العائلة، فضلا عن عدم رغبة عائلة مريم في تدخل أي شخصية دينية في الموضوع.
واستطرد مينا ملاك في حديثه «بعض الأفراد حاولوا ترتيب ميعاد بيننا وبين البابا تواضروس، بنية التخفيف عن مريم ومساندتها في محنتها وبالفعل وافقت مريم لكن عندما استشعرت أن الأمر سوف يتم استغلاله إعلاميا وصحفيا فرفضت على الفور هذا الأمر لأنها لا تريد أن يتم التأثير على قضيتها التي ناضلت فيها للحصول على حقها».
وأضاف الشقيق الآخر لمريم، الدكتور باسم ملاك «لقاء البابا أخذ أكبر من حجمه ولا نريد الخوض فيه، فضلا عن أن اللقاء لم يتم من الأساس وبالتالي أي قضية يتحدثون فيها وحق مريم عند مؤسسات الدولة ونخوض معركة قانونية».
وتابع قائلا: «لم يكن هناك رفضا للقاء البابا ولم يكن هناك لقاء لكي يتم رفضه من الأساس ولا يوجد شخص يرفض لقاء البابا من حيث المبدأ ولا يوجد لدينا غضاضة في هذا بشرط أن يتم في الظروف الطبيعية، إما أن تلجأ مريم لأي شخصية دينية وتقدم مظلمة لتستقوي بالكنسية للحصول على حق قانوني فإن هذا الأمر غير مقبول ونعتبر لقاء البابا بركة لا نستحقها».
وأضاف «نرفض الربط بين القضية التي تأخذ مسارها القانوني وبين زيارة البابا فمريم من بين الآلاف من البشر الذين يحلمون بالاجتماع مع البابا للحصول على بركته لكن تخوفنا من أن تتم المقابلة بشكل يوحي بوجود توجهات من الدولة لأن هذا ما نرفضه بالتأكيد لو تم تفسير الأمر على هذا النحو».
وعلى صعيد آخر متعلق بالشق القانوني لقضية مريم، قال الدكتور باسم «إن خط مريم غير مطابق للخط الموجود في ورقة إجابتها، فضلا عن أن التقرير الصادر من هيئة الطب الشرعي كان تقريرا سياسيا وليس فنيا ونتحدى أن يظهر تقرير فني مفاده أن الخط مطابق لخط مريم».
وأضاف «تقرير الطب الشرعي الصادر عن اللجنة الثلاثية كان سطحيا ولم يتطرق لأي نواحي فنية خاصة بمطابقة حروف اللغة العربية أو الإنجليزية واحتوائه على أخطاء فادحه فضلا عن أن المظاريف ذهبت بدون حرز وبالتالي تكون عرضة للتلاعب».
وتابع «أثبتنا وجود ورقة طالبة أخرى تدعى ماريا عطية في المحضر وبالتالي هي ورقة دخيلة على القضية ولابد أن يكون التقرير الأخير فني حتى يقتنع الناس وسوف ينتج عنه عدم تشابه في الخطوط».
وعما ورد في المواقع الإخبارية من أوراق إجابة مصورة تخص مريم أجاب بأنها «مزورة ومنسوبة إليها ويسأل من سربها، فضلا عن أنه لم يسمح لنا كهيئة الدفاع الخاصة بمريم بالإطلاع على نسخة من هذه الأوراق وهذا الأمر يدعو للتشكك وحصلنا على وعد من محلب أن يتم إعادة التحقيق وكان لابد أن يأمر بفك اللغز طالما صدق مريم ولم يتخطى الأمر حيز التعاطف من رئيس مجلس وكان يتعين عليه أن يطلب الإتيان بورقها الحقيقي بقرار بسيط فاللغز المحاط بقضية مريم محلول لكن لا توجد رغبة سياسية لدى المسؤولين لكشف الحقيقة».
0 التعليقات:
إرسال تعليق